في عهد الكاظمي، الكل يدخل بلادنا من الأبواب، ولا أحد - مهما كان - سيدخلها من النوافذ!

بغداد- العراق اليوم:

يبدو ان معادلة السيادة الوطنية تتغير الآن، ولصالح العراق، وأن اتفاقاً وارتياحاً شاملاً يعم جميع الأوساط السياسية التي كانت محرجة في السابق من بعض الضغوط من هنا أو هناك، لكن المعادلة تنقلب بشكل ايجابي، مع بدء تفهم الدول الحليفة والصديقة للعراق، أهمية ان تستعيد الدولة لدورها المحوري، وممارسة سيادتها وسياستها الخارجية بحرية واستقلال ليعود للمنطقة استقرارها، فبغياب العراق القوي والفاعل والمؤثر، لن يشهد الشرق الأوسط استقراراً برمته، وقد أثبتت السنوات السابقة صحة هذه المقولة.

اليوم، ومع تسلم الحكومة الجديدة لمهامها، بدأت الرؤية تتضح شيئاً فشيئاً، فالعراق في عهد الكاظمي، ليس عدواً لطرف، ولا متخندق في معسكر ضد أخر، قدر ما هو ينحاز لمصالحه الذاتية، وأيضاً يحفظ ود العلاقات الايجابية مع الدولة الصديقة والشقيقة والحليفة، بمقدار احترامها للسيادة الوطنية، وحرصها على مصالحها ومصالح العراق ايضاً، هذا التوازن الايجابي في الموقف العراقي، قوبل بتفهم عالي المستوى، ولاسيما من الجانب الايراني الصديق، الذي يرتبط مع العراق بروابط الأخوة الإسلامية والجوار، وكذلك الجانب الامريكي الذي يرتبط معه العراق بشبكة مصالح واتفاقيات أمنية وإستراتيجية طويلة الأمد.

حيث تشير المصادر، الى أن " ثمة تعليمات واضحة قد صدرت من الكاظمي ذاته، نصت على الترحيب بأي زيارة الى العراق من قبل أي مسؤول، أو وفد، أو دولة معترف بها في العراق، شريطة أن تكون عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية، ومنع الزيارات السرية، أو التي لا تمر عبر بوابة وزارة الخارجية كما هو العرف الدولي المتفق عليه".

وأضافت أن " معايير الكاظمي في هذا الشأن لا تستثني أي جهة أو دولة ابداً، فكما يطبق على الجانب الايراني، سيطبق على الجانب الامريكي والسعودي والقطري والاماراتي وغيرها من دول العالم الصديقة والشقيقة للعراق".

وتشير المصادر ايضاً، الى أن " زيارة العميد اسماعيل قاآني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الى بغداد مؤخراً، تمت وفق موافقات أصولية رسمية من الجانب العراقي، وقد كان دخوله للعراق رفقة وفد برئاسة وزير الطاقة رضا أردكانيان بعد حصوله على تأشيرة دخول من الخارجية العراقية هو الأخر ايضاً.

وقالت وسائل إعلام محلية " إن وصول قاآني جاء إثر إصرار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بأن يكون دخول جميع الشخصيات السياسية والعسكرية ومن جميع الدول إلى بلاده بشكل وفود رسمية حصراً".

هذا الأمر، يقرأ الآن من الشارع العراقي على أنه جزء من سياسة النأي بالعراق من مواضع التهم بالتبعية لهذا الطرف أو  لذاك، وكذلك سيحيد العراق عن الاشتباك المؤذي بين الجانين الايراني والامريكي الذي يأمل العراق في ايقافه، حفاظاً على مصالحه الذاتية، كما يقرأ كذلك في خانة الحضور القوي لمفهوم السيادة التي نادى بها الكاظمي منذ ترشيحه، وأيضاً، سيحظى هذا الموقف بدعم واسناد القوى السياسية قاطبةً، فكلها مع أتباع الاجراءات الدبلوماسية الرسمية، فضلاً عن أن اتباع هذا السياق سيجنب العراق اي تبعات لإجراءات خاطئة تحدث، وتضعه في موقف محرج كما حدث سابقاً في حادث مطار بغداد المؤسف.

علق هنا