يا من وثقت بيدك جرائم البعث، وتعرف جيداً حجم ظلمه، لا تستمع لصيحات المغرضين، وتقطع قوت شهداء وضحايا النظام البائد !

بغداد- العراق اليوم:

يعرفُ البعثيون واذنابهم أن الطريق موصدة أمامهم للعودة الى الواجهة مجدداً، ما دامت قوانين العدالة الاجتماعية نافذة، تذكر الناس، بحجم الظلم والمأسي التي تعرض لها شعبنا العراقي المحروم طوال ثلاثة عقود ونيف، لذا فهم يجهدون منذ أعوام عدة لإسقاط هذه القوانين، ومؤسساتها، ويقودون حملات منظمة وشرسة على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، من أجل حجب مستحقات شرائح ظلمت من شهداء الحركة الإسلامية واليسارية الوطنية، وغيرهم ممن قارعوا البعث وإذنابه، أو من سجناء الرأي والعقيدة الذين دفعوا اجمل سني اعمارهم في زنازين موحشة مقفرة، وقاسوا ويلات الجلادين والمرتزقة، أو حتى من ابناء الانتفاضة الشعبانية، انتفاضة أذار عام 1991 التي اذلت حكم البعث، وأطاحت بهيلمانه، وكادت ان تخلص الشعب العراقي من نير الديكتاتورية، لولا الخذلان والظروف التي حالت دون ذاك.

فهولاء الضحايا ممن احتجزوا لسنوات طوال في صحراء قاسية، ضاعت اعمارهم، وتأخروا عن التعليم وفرص العمل، والحياة الطبيعية، ولم يجد بعضهم غير الصبر ملتجأ، أو المنافي الباردة التي تأكل الروح قبل الجسد مأوى، وضاعت فرصهم في حياة مستقرة، ولو بقوا في أسوار العراق، لابتلعتهم المقابر الجماعية كما أبتلعت أشقاءهم الذين نال منهم المجرم صدام وجيشه  الشعبي وفدائيوه وحرسه الجمهوري، وجلاوزة الأمن الخاص والعام والمخابرات السابقة، وغيرها من التشكيلات العنصرية الطائفية.

الان تستعر الحملة بقيادة اعلام بعثي الولاء والعقيدة، يؤجج سعيرها القابعون في الأردن وقطر ومصر وغيرها، يساعدهم حفنة من اذناب البعث في العراق، وللأسف ثمة شلل كبيرة من الهمج الرعاع الذين لا يدركون المغزى والمعنى الحقيقي، وراء مثل هذه الحملات، ففي وقت تتباكى هذه الماكينة الاعلامية الصفراء على خزينة العراق، وتتداعى بالويل والثبور، لأن عوائل الشهداء او المحتجزين تحصل على بعضه مئات من الدولارات سنوياً، كتعويض عما حاقهم من ظلم واجحاف، فأن هذه الآلة المخادعة، تغض النظر عن صرف مليارات الدولارات سنوياً على رواتب الأجهزة المنحلة من بعثيين وفدائيين واعضاء فرق وشعب وفروع، وقادة في الأجهزة الأمنية السابقة التي فتكت بالشعب العراقي، وذبحت مئات الآلاف من ابناء الجنوب والوسط وكردستان، وحين سقط جرذهم هربوا للأردن وغيرها من الدول، ومن هناك قادوا اكثر العمليات اجراماً وفتكاً بالشعبِ العراقي، ودعموا الأرهاب القاعدي والداعشي، ولا يزالون مستمرين، وفوق هذا كله، يقودون اليوم حملات تشويه وتضليل للشعب العراقي ضد ضحاياهم الذين أعيدت لهم بعض الحقوق الاعتبارية والرمزية حتى.

أن الهجمة المضللة والمحرضة للدولة على شرائح الضحايا، هي ورقة خطرة تستخدم لافقاد هذه الحكومة أي زخم أو دعم شعبي تحظى به، كما أنها المقدمة للأنقلاب على كل ما جرى وما حدث من تغيير سياسي شامل في الحياة العراقية.

لذا فأن (العراق اليوم) ومعه جمهور واسع من متابعيه يوجه رسالة ودية مفتوحة للرئيس الكاظمي يرجوه فيها برعاية وحفظ هذه التضحيات والنضال الطويل من اجل مكتسبات الضحايا، لا سيما وإن الكاظمي نفسه من قاد باخلاص وامانة اكبر حملة لتوثيق جرائم البعث واذنابه بحق شعبه المظلوم، ويعرف أكثر من أي عراقي أخر، معنى أن تكون ضحية لمثل نظام الإجرام هذا، وأذا كان الكاظمي كما عرفناه حريصاً على حقوق الضحايا والشهداء والسجناء السياسيين والمحتجزين، فهم اخوته وابناؤه الذين سيقفون معه في هذه المحنة، وسيعبرون معه هذا المنعطف، فبهم يصان الحكم الرشيد، وبمثلهم تستمر مسيرة الاصلاح النابعة من مصلحة الوطن اولاً وأخراً.

علق هنا