رسالة "فائقة القيمة" يبعثها الكاظمي لمحمد بن سلمان، تقلب برنامج زيارة علاوي للرياض رأساً على عقب!

بغداد- العراق اليوم:

هي زيارة ليست عادية، أو لنقل إن المملكة العربية السعودية منحتها إهتماماً فائقاً ومتميزاً لتعبر من خلال هذا الإهتمام عن تقديرها لحكومة الكاظمي، وترحيبها، بل وإستعدادها للتعاون معها أيضاً.

نعم هكذا أستقبل مبعوث الكاظمي الى الرياض، وزير المالية الدكتور علي عبد الأمير علاوي، حتى إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تلقى رسالة مهمة من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قد أبدى إهتماماً ملحوظاً عبر عنه من خلال إشارة واضحة لا يخطئها المتابع النبه، حين أوعز بن سلمان الى ستة وزراء بارزين بل هم الأبرز في حكومته لمقابلة علاوي، وهو أمر نادراً ما تتعامل بمثله السعودية من قبل، مع وزراء في حكومات اخرى!

فنحن لو قرأنا مثلاً مفردات البرنامج المعد من قبل الحكومة السعودية لزيارة السيد علاوي قبل وصوله، ونطبقه على ما تم تنفيذه فعلياً، سنجد إن ثمة إختلافاً كبيراً قد طرأ عليه، خاصة فيما يتعلق بعدد ونوع ومستوى المقابلات التي اجراها مع المسؤولين السعوديين، فقد إلتقى وزير  المالية العراقي بوزير المالية السعودي، ووزير التجارة، ووزير الخارجية، وكذلك بوزير الطاقة، ورئيس الهيئة العامة للتجارة الخارجية في المملكة العربية السعودية، وبغيرهم من الشخصيات الوازنة في حكومة الرياض.

والسبب في ما حصل من تغيير في مستوى التعامل مع زيارة علاوي، مرده - كما تشير المصادر القريبة من القرار السعودي- يعود لأهمية ما جاء في السطور القليلة التي تضمنتها رسالة رئيس الوزراء العراقي، حيث يبدو أن السيد الكاظمي قد  شحن رسالته بكلمات وجدانية، وجمل بلاغية، ومفردات لها معان تكتنز  بدلالات تخص الأخوة والمعاضدة والمساندة وتمتين الروابط العربية بين الأشقاء، ويتضح  أن الكاظمي إنتقى كلماته هنا بعناية ودقة، لاسيما وهو الكاتب والمثقف البارع الذي يجيد العزف على أوتار العاطفة والوجدان، مثلما يجيد التعامل مع مناخات وظروف الحدث، فهو قارئ جيد للواقع الذي يعيشه ويحيط به، وكاتب جيد يؤثر في ما يمكن ان يؤثر به في حياة الشخوص الذين يشاركونه ظروف هذا الواقع.

صحيح إننا لم نطلع على نص رسالة الكاظمي الى بن سلمان، لكننا نستطيع ان نفهم المعنى الذي تضمنته سطورها، بحيث جعل بن سلمان يتأثر بما جاء في هذه الرسالة الملهمة، ويقلب زيارة علاوي رأساً على عقب.

وكان وزير المالية العراقي علي عبد الأمير علاوي قد سلم رسالة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي موجهة الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وذكرت السفارة العراقية في الرياض ان وزير المالية قد وصل الى الرياض مبعوثا من رئيس الوزراء، وكان في استقباله محمد عبد الله الجدعان وزير المالية السعودي، وماجد بن عبد الله بن عثمان القصبي وزير التجارة السعودي رئيس الجانب السعودي في المجلس التنسيقي العراقي - السعودي، وعبد الرحمن الحربي رئيس الهيئة العامة للتجارة الخارجية، والسفير العراق لدى السعودية قحطان طه خلف.

واضافت السفارة ان جلسة مباحثات عقدت بين الجانبين تم خلالها تسليم رسالة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي موجهة الى ولي العهد محمد بن سلمان، كما تم استعراض التعاون بين البلدين وآليات تفعيله.

واشارت الى ان الجانب العراقي أكد ان الحكومة جادة في تطوير العلاقات الثنائية مع المملكة، وان هناك حرص من رئيس الوزراء على تفعيل التعاون في جميع المجالات بين البلدين وبوتيرة أسرع لضمان تحقيق عوائد اقتصادية.

وتابعت السفارة ان الجانبين اكدا ان فتح معبر عرعر بين البلدين يُعد عاملاً أساسياً في تحقيق طفرة في مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.

وأعرب وزيرا المالية والتجارة السعوديين، عن استعداد المملكة للانفتاح على العراق وفتح أفق التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي بين البلدين، مشيرين الى ان القطاع الخاص السعودي بما لديه من إمكانيات لديه الرغبة في دخول السوق العراقية والاستثمار في العراق بما يحقق فائدة للبلدين.

واوضحت السفارة ان وزير المالية التقى بوزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وناقش معهما تنمية التعاون النفطي بين البلدين وأهمية استمرار التواصل الإيجابي بين البلدين في توحيد السياسة النفطية لضمان استقرار السوق وتنسيق المواقف في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

علق هنا