في مساجلة علمية مهنية راقية، وزير النفط السابق جبار اللعيبي يناقش ويعالج مصيبة (النفط) وتداعياتها على الوضع الإقتصادي

بغداد- العراق اليوم:

بعث وزير النفط السابق المهندس جبار اللعيبي رداً أو تعقيباً على مقال للسيد محمد الجبوري، ننشره لأهميته كما ورد دون اضافة وتغيير:

الأخ الكريم محمد الحبوري المحترم

تحية واعتزاز

بعد الاطلاع على محتوى مقالكم الأخير بخصوص أسعار النفط وتاثيرها على الوضع الاقتصادي العراقي ارى من المفيد إيضاح الواقع في جوانبه السلبية المتراكمة

١ ان تهاوي أسعار النفط ليست وليدة اليوم في تخضع للتذبذب والمتغيرات طيلة السنوات ومنذ المراحل الأولى للصناعة وقد سبق وان هوت أسعار النفط لمستويات اقل او مقاربة للمستويات الحالية خلال التسعينات وخلال عام ٢٠١٤ و ٢٠١٥ لكن في هذه المرة اقترنت حدتها بتفشي وباء كورونا والوضع السياسي الهش والمتردي

٢ في كل مرة تهوى أسعار النفط تظهر حالات الهلع والخوف والاضطراب في كل مفاصل الدولة خوفًا من العجز بدفع الرواتب وبعض احتياجات ديمومة الحياة وهذا يوصلنا الى استنتاج واضح يتمثل في استنباط العبر والتعلم من الهزات في ايجاد سياسات وآليات تضمن وجود مصدات في خطوط متعددة تحمي الاقتصاد من الضربات المؤلمة

٣ مادام الاقتصاد العراقي اصبح ريعي وبقطب واحد وهو النفط فمن الأولى بمكان إعطاء اولوية أولى في تطوير هذا القطاع وتنميته بطرق وأساليب تضمن تعدد مصادر الدخل المالي من تلك التشكيلات وليس حصرها في مسار النفط الخام فقط علما ان زيادة المردودات المالية لقطاع النفط يمكن استغلالها لتنمية قطاعات الزراعة والصناعة والصحة وغيرها

٤ من المفارقات الكبيرة ان هناك هدر وضياع ثروات كبيرة تصل الى اكثر من ٣٠ مليار دولار سنويا متاية من عدة مجالات ابرزها استيراد المشتقات النفطية واستثمار الغاز ونقل النفط الخام وغيرها وهذه المبالغ في زيادات طردية سنوية

٥ اشرت في مقالك بالصعود الكبير في استئجار ناقلات النفط وأود ان أشير بان المعدل تصدير النفط الخام العراقي يبلغ١١٠ مليون برميل شهريا وكل الكمية تسوق على أساس ظهر الناقلة وبإمكان حساب خسارة البلد وأرباح شركات النقل

لابد من التركيز هنا لأني حاولت جاهدا وبكل قوة ان نبني اسطول نقل نفط عراقي لكن للأسف كانت الأجندات المعاكسة تتمتع بشبكات مصالح وامور أخرى من الصعب الخوض فيها

٦ اتي على اطلاع تام بمجريات الأمور في القطاع وبإيمان قاطع بان القطاع والوزارة قد وصلت وأصبحت في وضع اكثر من حرج وهو اعادة هيكلتها بالكامل وانبثاق شركات ادارة وتشغيل للقطاعات التالية :

الاستخراج

التصفية

الغاز

مع السعي لإعادة هيكلة وتنظيم قطاع التوزيع

٦ ليس بالبعيد عنا جميعًا الإنجازات الكبيرة والمكاسب التي تحققت في حقبة النفط الوطنية والغالبية من الكادر كان مستاء في حينها من تعطيل عملها

منذ٢٠٠٣ والكل يسعى لإعادة العمل فيها وقد بذلنا جهودا مضنية في تمرير تشريع قانونها عام٢٠١٨ وتقريبا بنفس الصيغ التي اتفق عليها سابقا

ولا اجد احد الان مبرر واحد في إجراءات تعطيل التشريع والقانون وهو بدون أي شك توجه يصب في صالح القطاع والبلد

اخوكم

جبار علي اللعيبي

وزير النفط السابق

عضو لجنة الطاقة البرلمانية

علق هنا