فضيحتنا في " فيينا " بجلاجل .. وزير هارب، وكرسي محافظ العراق في اوبك تشغله فتاة مجهولة، ورئيس وفد العراق "أطرش بالزفة" !

بغداد- العراق اليوم:

 انتقدت اوساط نفطية وسياسية، ما دار في اجتماع منظمة الأوبك قبل اسبوعين، من قبل وزارة النفط الحالية، معتبرة ما حدث بأنه فضيحة غير مسبوقة تسببت بكارثة اقتصادية، لم تشمل العراق فحسب، بل شملت العالم كله والقت بظلالها الثقيلة على الاقتصاد الدولي.

وفي التفاصيل قالت هذه الأوساط، أن "العراق شارك في اجتماع منظمة الأوبك الذي انعقد في فيينا، مطلع الشهر السابق، وليته لم يشارك، نظراً لهزالة الوفد المشارك، وعدم تخصصه الحقيقي، في ملف قيادة التفاوضات النفطية المعقدة، لاسيما مع كبار المنتجين، كروسيا والسعودية اللذين انفردا بهذا الاجتماع، وادى انهيار مفاوضاتهما الى انتكاسة سعرية غير مسبوقة".

وبينت هذه الأوساط، أن " العراق كما تظهر الصورة المُلتقطة من قاعة الاجتماع، قد شارك بوفد ضم السيد حامد الزوبعي وهو وكيل الوزارة، ورجل غير مختص في عملية التفاوض السعري ولا الانتاجي، ولاسياسات التسويق النفطي، مع الاعتزاز بشخصه وحسن سلوكه، لكن الرجل لا يهش ولا ينش حسب المثل الشعبي!

كما يظهر في الصورة السيد علي معارج وهو أحد المدراء العامين في الوزارة، والرجل رغم كفائته وسيرته المهنية كمهندس صاحب شأن، لكنه هو الآخر غير مختص في مثل هذه الاجتماعات التي تتطلب أشخاصاً ذا خبرة تخصصية متعلقة بهذا المجال دون غيره.

 كما ضم الوفد العراقي في هذا الاجتماع الخطير - بل هو  الأخطر بين جميع اجتماعات أوبك - ضم إمرأة مجهولة تجلس مكان محافظ العراق في اوبك، وهو نفسه مدير عام شركة تسويق النفط -سومو -علاء الياسري الذي يظهر في الصورة مغادراً قاعة الاجتماع، حاملاً تلفونه، وعند هذه المرأة "المجهولة" تدور الأسئلة، وتنطلق باحثة عن هوية هذه السيدة، وعنوانها الوظيفي، وخبراتها الفريدة التي أهلتها لحضور مثل هذا المؤتمر الحساس، على حساب كبار خبراء النفط في العراق، بل وتأخذ محل ومكان محافظ العراق في اوبك ؟!

فيما بقي كرسي مدير  الاقتصادية في أوبك السيد محمد سعدون خالياً علماً أنه موجود ضمن الوفد المتجه الى "فيينا"، وإسمه مدرج في كتاب الإيفاد الوزاري، فأين ذهب الرجل؟".

واشارت الى أن " جميع اعضاء هذا الوفد يفتقدون للخبرة والتخصص في مجال اوبك، فكما قلنا أن الوكيل حامد الزوبعي ليس ذا معرفة، أو  إطلاع، أو تجربة مسبقة في هذا الخصوص، فضلاً عن أن مدير عام شركة التسويق نفسه غير متخصص ايضاً، فالرجل كان محاسباً لا أكثر  في هذه الشركة، ولا يصلح لهذا الموقع، فيما أن تخصص السيد محمد سعدون (بحري)، ولا علاقة له بعمل شبكات أوبك، من نواحي الاسعار وسياسات التصدير والانتاج، فكيف يسمح له ان يجالس ويفاوض كبار علماء اوبك، ويباريهم في مثل هذه الظروف الدقيقة، فيما تجلس موظفة في مكان محافظ الاوبك، ولا ندري من تكون هي".

واستغربت هذه المصادر، من قيام الوزير بارسال هذا الوفد الى الاجتماع برئاسة حامد الزوبعي، وهو يعلم جيداً خطورة هذا الاجتماع وما سيتسبب به من تداعيات كبيرة على الاقتصاد الوطني، فلماذا سمح بذلك ولماذا تغيب هو عن الاجتماع بحجة زيارة نجله المقيم بإستراليا، والذي خضع لعملية جراحية قبل اربعين يوماً من انعقاد هذا الاجتماع، فلماذا لم يزره قبل ذلك، ثم لماذا ترك ولده راقداً في المستشفى وعاد الى بغداد مسرعاً بعد ايام قليلة من ذلك الاجتماع، عندما علم ان السيد توفيق علاوي يبحث تشكيل كابينته الوزارية، وإن بالإمكان "شراء" تجديد المنصب،  أو رئيس مستشارين في مجلس الوزراء، أو حتى في وزارة النفط ذاتها".

واردفت المصادر "لذلك بدأ إجتماع اوبك في فيينا، وإنتهى دون أن يكون للعراق دور يذكر، ولا حضور  يشار اليه، لاسيما وأن الامير السعودي والمفاوض الروسي استأثرا تماماً بالاجتماع، متجاوزين الحضور العراقي بشكل واضح، وهذا ما تسبب بكارثة الانهيار السعري، فيما عجز العراق، الذي يصدر ثاني اكبر انتاج في العالم عن قول كلمة مؤثرة أو اتخاذ موقف واضح"

واضافت ايضاً أن "عملية ارسال وفد غير متخصص في مجال التفاوض النفطي، أو السعري، انما يمثل استهانة واضحة بمقدرات العراق، وحضوره المؤثر على المستوى الدولي، وكان الاولى بالوزير الذي ذهب في مهمة شخصية الى استراليا ايفاد شخصيات مهمة وخبيرة في الاقتصاد والتسويق والاسعار، كي يتم اخذ دور العراق الحيوي والمؤثر في مثل هذه الاجتماعات، كالخبير النفطي حمزة الجواهري، او الدكتور  فلاح العامري وهو شخصية قديرة وعارفة في هذا المجال، او الاستعانة بالسيد جبار اللعيبي وهو شخصية نفطية مهمة وعارفة، او أي خبير من خبراء وزارة النفط الذين تعج به الساحة النفطية في العراق".

ورأت ان مثل  هذا التصرف لا يفسر الا بكونه تقصداً واضحاً من الوزير الغضبان لتجويع العراق، والذهاب به للمجهول، لاسيما مع تغييب دوره النفطي في ضبط الاسعار واستقرارها الاقتصادي، والا فهل يعقل ان يرسل وفد بهذا المستوى لتمثيل مصالح العراق النفطية، فرئيس الوفد لا علاقة له بمثل هذه الاجتماعات، ورئيس شركة التسويق غير مختص، وكذلك ما يسمى ظلماً بمدير الاقتصادية في اوبك - وهو بحار، والاغرب اننا رأينا سيدة غير "معلومة" تجلس مكان محافظ اوبك الذي يشغله مدير شركة التسويق، بلا أي داع، او معرفة بها وبقدراتها، فهل استفسر الوزير مثلاً عن هذه السيدة المتسيدة، وهل سأل محمد سعدون عن سبب غيابه عن الجلسة او معرفة المبرر الذي جعل علاء الياسري يغادر قاعة الاجتماع في أدق واخطر ظرف ؟".

ودعت هذه الاوساط، " الجهات ذات العلاقة، لاسيما مجلس النواب بلجانه المختصة لدراسة هذه الحالة، وكيف اثرت على مستوى العراق النفطي وانتاجه، والتحقيق في سبب تعمد الوزير ارسال وفد لم يكن مؤثراً ولا قادراً على التفاوض مع دول تستخدم النفط كورقة حرب، كان اول ضحاياها الاقتصاد العراقي المتداعي".

علق هنا