بغداد- العراق اليوم: للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السياسية الخانقة في العراق، واستقالة الحكومة الحالية، وتكاد هي السابقة الأولى التي تحدث مع مرشح لرئاسة الحكومة العراقية، حيث التقى رئيس الوزراء المُكلف عدنان الزرفي، بسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وبحث معهم ملف تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، والتحديات التي تواجه العراق الآن، لاسيما في ملفي انتشار وباء كورونا المُستجد، وملف الانهيار الأقتصادي الذي يعاني منه البلد. مصادر مُطلعة، أكدت لـ (العراق اليوم)، أن " اجتماع اليوم كان بالغ الأهمية والدلالات، لاسيما انه ينعقد في ظل ظرف سياسي عصيب على العراق، وأنسداد في الأفق السياسي، ومحاولات التعطيل والفرض والرفض التي تمارسها قوىً سياسية واضحة، وأيضاً الاستياء الذي تركه الوضع الهش وغير المستقر في العراق، على كل المنطقة". واشارت الى أن " الاجتماع حمل رسالة واضحة جداً، بأن المجتمع الدولي، مُهتم جداً لانهاء هذا الذي يحدث اليوم على الساحة العراقية، ويبحث عن استقرار الوضع السياسي في البلاد، وفض أزمة الحكومة، وإيقاف مسلسل اسقاط مرشحي رئاسة الوزراء واحداً تلو الإخر، فضلاً عن محاولة تنسيق الجهود الدولية في مكافحة الأرهاب، وجائحة كورونا، والأزمة الاقتصادية، في ظل احتجاب رئيس الحكومة الحالي عادل عبد المهدي الذي فضلَ الغياب الطوعي عن اداء مهامه الدستورية، واناط الأمر الى نوابه الذين يصدرون قرارات تخص مصالحهم الشخصية والفئوية، أو إنها ليست ذات قيمة أو جدوى مع تأزم الوضع الداخلي، والمشاكل التي تعصف بوحدة البلاد واستقرارها". ولفتت الى أن " الرسالة الأهم التي اوصلتها القوى العظمى والدول الدائمة العضوية، أنها تبحث عن شراكة مع حكومة قوية، بعد ان سئمت هذه المماطلة في ظل تأزيم وضع البلاد، وقد يخسر العراق الدعم الذي يقدمه الحلفاء، سواء ان كان على المستوى العسكري، او الأمني، أو الاقتصادي". واضافت أن " هذا الاجتماع ايضاً، يرسل رسالة للقوى السياسية برمتها، بأنها على المحك، فالمجتمع الدولي يراقب عن كثب ما يدور في الوضع العراقي، وأن الأمر قد يخرج عن السيطرة في حال استمرت سياسة تمثيل المحاور الدولية والأقليمية، وإلا فسيحرم العراق من أية رعاية أممية له، وهو اليوم بأمس الحاجة اليها، ولربما سيدخله في عزلة سياسية واقتصادية دولية تامة، بعد أن قامت " كورونا" بعزله صحياً واحترازياً عن العالم، بفعل انتشارها الرهيب". ودعت المصادر، " القوى السياسية الى العمل بواقعية، وتمرير كابينة الزرفي المرتقبة، وانهاء هذا الجدل، فالزرفي أبن العملية السياسية، واحد مؤسسيها، وله تاريخ جيد في العمل الوطني، ولديه مشروع واعد وطموح يعرضه، وأما مسألة الحكم على ادائه، وعمله فهو مرهون بالعمل على الأرض، والكتل السياسية كلها ستظل تمتلك الحضور النيابي اللازم لاجراء اي مساءلة له او لحكومته في حال اخفقت".
*
اضافة التعليق