رغماً عن أنف " كورونا" وأعداء الحب والسلام.. مدينة الصدر تحتفل بذكرى تأسيس منتداها الشعري

بغداد- العراق اليوم:

حتى مع هذا العالم الذي يحيطهُ القلق والجنون، وتضرب اطنابه قوة الخوف القادمة من مختلف المدن، تبقى مدينة الثورة " الصدر" عصيةً على الموت، وتبقى نابضة بالحياةِ، متعلقةً بالأمل، تصنعُ الجمال في أرجاء الوطن كله، فمن هذه المدينة الناصعة، ينطلق بياض المشاعر، ويتعمق صدق المشاعر، وتفتحُ شبابيك المحبة، ليشدو بلبل الشعر الغريد منها، قصائد للناس وللوطن.

هذه مدينة لا تموت، ولا تخاف الموت ايضاً، هي صنو الحياة، وأكسير العشق الذي لو سألت عن أي عاشق، من أي ترياق تستمد هذا العزم، سيُيجيبك بلا تردد: أنهُ ترياق الشعر الذي يتدفق من جداول هذه المدينة، وانهارها الخالدة.

بالأمسِ، فقط وحينما كان السواد يريد ان ينشر قتامته فوق المشهد العراقي، كانت قاعة منتدى شباب القدس في مدينة الصدر، تكتظُ بالآلاف من محبي الشعر، وعشاق الحرف، وكانت هناك في تلك الأروقة، تعلو أصوات الشعراء الشباب الذين يواصلون خطى من سبقوهم في درب الشعر الوعر، فقد احتفل منتدى المدينة الثقافي بالذكرى السابعة لتأسيسه، بالتعاون مع منتدى شباب القدس، عبر مهرجان شعري حافل اقامه المنتدى بحضور نخبة من اعضائه ومؤسسيه، حيث ابتدأ الحفل الذي شهد مشاركة المئات من ابناء المدينة، بتلاوة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق، لاسيما شهداء الشعر منهم، لتلقى كلمة الرئيس الفخري للمنتدى الشاعر العراقي  فالح حسون الدراجي، القاها نيابةً عنه الشاعر كرار الحلفي، اكد فيها على مضامين الشعر العالية، ودوره في صناعة الجمال، وبناء الأنسان، وتعزيز قيم التسامح والمحبة.

ومما جاء في الكلمة، " حكاية الشعر في العراق حكاية لها بداية، وليس لها نهاية .. فالشعر يبدأ ولا ينتهي أبداً، وحكايته التي تبدآ من حيث يبدأ تاريخ الإنسان، وتشرق من حيث تشرق شمس الجمال، وترتسم عبر ملامحه جغرافية الحب المفتوحة على آفاق الحياة الواسعة، نعم، فمنذ ملحمة جلجامش العجيبة، ومروراً بملاحم الريل وحمد النوابية، وحتى آخر قصيدة كتبها علي رشم بحبر دمه النقي، أو تلك التي سيكتبها أحد أحفاد كاظم اسماعيل الكاطع بعد ألف عام، سيظل الشعر عراقياً، وجنوبه سيد  القصيدة".

واضاف " إذن، كان الشعر عراقياً، وسيبقى عراقيًا الى الأبد، وسنحتفل بذكرى تأسيس هذا المنتدى عاماً بعد عام، مادمنا أحياء، كما وسيحتفل أبناء علي عظيم الولاء، واحفاد علي مطشر، ومحمد رشيد، وماجد عودة، ومحمد الغريب، ورحيم المالكي وجواد الحمراني، وعبد الحسين الحلفي، ورياض النعماني، وعباس عبد الحسن، وغني البهادلي وغيرهم من عشرات مبدعي ومنتجي الجمال في العراق، سيحتفلون كل عام بذكرى تأسيس عشرات المنتديات القادمة، سواء أكانت في هذه المدينة، او في مدن جديدة آتية سيخترعها القهر والعوز والظروف المرة.

بعدها، توالت القراءات الشعرية التي الهبت المشاعر، وملأت اجواء القاعة المكتظة بسحر القوافي، وشجن المعاني التي ابدع فيها خيرة شعراء المنتدى، ومنهم الشاعر الشاب مصطفى محمد والشاعر محمد شميل والشاعر محمد سلمان والشاعر حيدر الكناني والشاعر اثير غانم والشاعر وسام هادي والشاعر حسين محمد والمنشد  والاعلامي علي زوره والمنشد سيف المنشداوي.

هذا وحضر الاحتفالية الشاعر المعروف صادق العكيلي ممثلاً عن رئيس اتحاد الادباء الشعبيين العراقيين، وضيوف الشرف من الشعراء، لاسيما الشاعر المعروف رفعت الصافي والشاعر علي مطشر والشاعر محمد رشيد والشاعر صباح العتابي والسيد كاظم حسون الدراجي والاستاذ عباس القريشي وغيرهم من الأسماء الادبية والثقافية والاجتماعية المعروفة.

الاحتفالية تركت اثراً واضحاً في نفوس جميع من حضروا، وأكدت عمق المشهد الثقافي والادبي والشعري في العراق، ومدى قوة وتأثير وحضور الشعر ولاسيما الشعبي منه في الوجدان الجماهيري، وهزمت أيضاً خرافات الموت والفناء التي تطل بوجهها القبيح على الحياة لتفسد المعاني السامية للوجود، ولكنها لن تنجح.

علق هنا