قاتل هوايته الإسترخاء في سراديب (الغياب الطوعي) !

بغداد- العراق اليوم:

كتب كامل عبد الرحيم

 الشيطان يعظ ما أن سمعتُ بخطاب القاتل عبد المهدي حتى قفزت إلى مكتبتي لإيجاد حكاية نجيب محفوظ الشيطان يعظ ….. لا أعتقد أن عبد المهدي يفكر بشيء ما في الدولة العراقية ، أزماتها الديون المستحقة انخفاض أسعار النفط فشل توفيق علاوي أو كيف يفكر فيه صديقه مسعود البرزاني ، لم يعد يهتم بجزء من العراق ، أو محافظة ولا عائلته أو مرجعيته ، ما يهتم به هو مساحة صغيرة من أرض الوطن ، ليست أكبر كثيراً من بيته أو منتجعه في أربيل ، هو لم يعد يهتم بغير ساحة الخلاني، ليمارس فيها هوايته الجديدة.

القاتل عبد المهدي يضحك في سره ، فهو ابتكر مصطلح الغياب الطوعي لكي لا يحضر ترهات اجتماعات مجلس الوزراء لمناقشة ديون العراق أو وباء الكورونا ، لكنه احتفظ بمنصب القائد العام للقوات المسلحة على أن يرسلوا له في مكانه السري الطوعي الذي لن يكون أبعد من قصر مسعود في شقلاوة ، يرسلوا له التقارير الأمنية ، الحقيقة ، لا يهمه غير كاميرا صغيرة مثبتة على ساحة الخلاني ليرى باستمتاع الشيخ المؤمن أو الشيطان الواعظ إذا ما شئتم ، قنص الشباب في ساحة الخلاني ببنادق الصيد التي أصر على تغطية نفقاتها في حكومة تصريف الأعمال ، حتى لو كان ذلك آخر صك يوقع عليه المذيّل القائد العام للقوات المسلحة قبل أن يذهب إلى منفاه الطوعي ليلعب الداما مع صديقه مسعود ، الأخير يعدّ ملياراته وهو يُحصي قتلاه ، يتساهل مسعود معه في اللعبة ليفوز في الداما ، قبل أن يذهب أعطى للطبقة السياسية خريطة الخروج من لعبة أخرى أعقد من الداما ، أوصاهم بحل مجلس النواب وانتخابات جديدة وحدّد موعداً لها ، الحقيقة لم يترك شيئاً لأحد يفعله ، لا من ينوب عنه ولا حتى الانتفاضة وكالعادة أهمل غريمه رئيس الجمهورية ليرفع وزير ماليته تقريراً إلى صديقه مسعود فيقول هذا لأولاده (حفظهم الله جميعاً) لم يضع التعب مع عمكم أبي هاشم ، لا بأس أن أخسر معه دستاً آخر من الداما.

يفكر القائد العام بنفسه بمنطق ماوي جدلي فيقول أن كل الطبقة الحاكمة من الحلبوسي حتى الحنانة بحاجة لخبرتي وهم ينظرون إليّ كمنقذ ، من كان يفكر منهم بابتكار بنادق الصيد للقتل ، من غير اتفاقيتي الصينية كانوا اعتمدوا (التواثي) فقط لحفظ النظام .

وقبل أن يصلي ويتعشى ويقرأ بعض الآيات من الذكر الحكيم وفقرات من كتيب الكتاب الأحمر لماوتسي تونغ ، يقول لنفسه على الأقل ، ما زلتُ الممثل لأقوى حزب في العراق ، وقبل أن يغفو يرى شريط الأخبار العاجلة باللون الفاقع : حزب الله يهدد بإحراق العراق إذا لم يعد عادل عبد المهدي إلى سدة السلطة . وفيما تمارس القوات المسلحة هوايتها بصيد الطيور في ساحة الخلاني ، ينام قائدها ممتناً لله وحزبه.

علق هنا