مدير الإستكشافات النفطية يرسل موظفين مدنيين (إنتحاريين) لمواجهة داعش في منطقة بادوش

بغداد- العراق اليوم:

وجه منتسبو الفرقة الاستكشافية الأولى التابعة لوزارة النفط العراقية، رسالة عاجلة الى لجنة الطاقة النيابية، ولجنة الأمن والدفاع، وكل المعنين في مجلس النواب، مطالبين اياهم بإيقاف عملية النقل القسري لهم من محل عملهم في جنوب العراق، الى جبال بادوش في الموصل التي لا تزال من المناطق الخطرة، والتي تتخذها عصابات داعش الأرهابية ملاذاً آمناً لها، ولا تزال تشهد عمليات كر وفر مع القوات الأمنية، وقوات الحشد الشعبي، وغيرها من التشكيلات.

وذكر المنتسبون في رسالة نشروها على صفحات التواصل الاجتماعي، أن " هناك اصراراً غريباً من مدير عام شركة الاستكشافات النفطية نشوان محمد نوري بنقل منتسبي هذه الفرقة من مقر عملها الحالي الى هذه المنطقة، مع أنها تصنف أمنياً من البؤر الخطرة، والتي لا تزال مرتعاً لعصابات داعش وفلولها المنهزمة التي تقوم بعمليات غدر وكر وفر، وأيضاً تعرض حياة الآمنين للخطر"، مشيرين الى أن " هذا القرار يمس حياتهم، كون اغلب منتسبي هذه الفرقة من محافظات جنوب ووسط العراق، ومن المدنيين والفنيين الذين لا خبرة عسكرية لديهم، ولا قوة لحمايتهم من هذه العصابات الخارجة عن القانون، وهذا يعني أن الزج بهم في هذه المنطقة بمثابة اعدام جماعي لهم".

واشاروا الى أنهم " سبق وان نقلوا الى هذه المنطقة بالذات  في العام الماضي، لكن الأمر تم إلغائه بعد تدخل اعضاء مجلس النواب وجهات رقابية أخرى، لكن هذه المرة يبدو أن مدير عام الشركة متمسك بقراره بعد أوصل الأمر لوزير النفط ثامر الغضبان الذي لربما أيده في خطوة نقل هذه الفرقة، وبالفعل فقد باشرت ادارة الشركة بقطع الأغذية والمواد الداعمة عن منتسبي الفرقة لغرض حملهم على الانتقال للموقع الجديد، وهذا الأمر فيه مخالفة واضحة، حيث ان الموظفين هم من العناصر المدنية، والتي يجب أن يؤمن لها مقر العمل من قبل القوات الأمنية، كما بجب أن تكون بيئة العمل صالحة وآمنة، وهذا ما لا يتوفر في منطقة جبال بادوش التي شهدت تغلغلاً داعشياً لسنوات طوال، وارتكبت هناك مجزرة بحق سجناء بادوش قبل عدة أعوام، ولأسباب ودوافع طائفية".



وبينوا أن " هذه المنطقة أيضاً، فضلاً عن سخونتها الامنية، فأنها منطقة غير مطهرة من العبوات والمقذوفات الحربية، وكانت ساحة معاركة شديدة، مما يعني أنها أرض حرام، وتهدد حياة الكوادر بالخطر الداهم، ولم تجرِ عملية مسح ميداني من فرق البيئة ومكافحة الالغام والمقذوفات، وهذا يشكل هاجس خوف لدى العاملين في الفرقة، كما أن الفرقة الاستكشافية السابعة التي نقلت الى محافظة نينوى منذ ثلاثة اشهر، متوقفة عن العمل حتى هذه اللحظة، وذلك بسبب الظروف الامنية الصعبة، وكان من المؤمل لهذه الفرقة ان تعمل بحماية قوة من الجيش في محافظة نينوى، لكن هذه الحماية لم تتوفر لأسباب فنية وادارية خاصة فلماذا ياترى يزج بمنتسبي الفرقة الأولى في هذه المهمة الخطرة على حياة العاملين من ابناء الحنوب والوسط، ومن سيتحمل المسؤولية عما سيحدث لاحقاً بحق عناصر هذه الفرقة من قبل خلايا داعش الارهابية، خاصة وإن إدارة الشركة تعرف هذه المخاطر جيداً، وتعرف أيضاً النتائج الني ستحصل؟ ".

ولعل المضحك المبكي في الامر أن إدارة شركة الاستكشاف تنفي تعرض الفرقة السابعة في الموصل لإي إعتداءات من قبل عصابات داعش، بينما قناة العهد تؤكد ذلك، حيث يمكن ملاحظة نص الخبر الذي نشرته هذه القناة عن تعرض الفرقة السابعة لإعتداءات داعش، فضلاً عن ما يتداوله العاملون في هذه الفرقة في (كروباتهم) وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي،  علماً بان موقع الفرقة الأولى المقرر هو أكثر خطورة، وتعرضاً لهجمات خلايا داعش الإرهابية.

إدارة الإستكشف وتهمة العصيان:

ولكي يكون القراء على إطلاع تام بما يضمره مدير شركة الإستكشاف لهؤلاء العاملين، فقد رسم بخياله صورة مرعبة يريد من خلالها إيهام الجميع بأن موظفي الفرقة الأولى يخططون لمؤامرة كبيرة تم التمهيد لها من خلال اعلان العصيان الإداري وعدم تنفيذ الأوامر، وقد استحصل من اجل الحاق الأذى بهؤلاء الفتية، موافقات وزارية، سيتم على ضوئها معاقبتهم بل وتدميرهم تماماً.

(العراق اليوم) ينشر نسخة من كتاب

التبليغ الصادر من القسم القانوني في شركة الاستكشف وسيجد القارئ في هذا التبليغ الخطير ما يثير العجب والدهشة.

علق هنا