بعد إنتهاء (مهلة الناصرية)، حرق مقرات أحزاب وعصيان مدني في عشر محافطات، والقوات العراقية تدخل الإنذار

بغداد- العراق اليوم:

دخلت بغداد وعشر محافظات وسطى وجنوبية فجر اليوم العصيان المدني وتعطلت الادارات والمدارس والجامعات فيما نفذ المحتجون فيها تهديداتهم مع انتهاء المهلة التي حددوها للحكومة بغلق الطرق والجسور واحراق مقار احزاب وعزل المحافظات عن بعضها والعاصمة عن باقي مناطق البلاد، حيث وضعت القوات الامنية في حالة الانذار القصوى.

جاء هذا التصعيد غير المسبوق في فعاليات الاحتجاج الشعبي الذي دخل شهره الرابع، بعدما انتهت في منتصف الليلة الماضية مهلة حددها محتجو محافظة ذي قار الجنوبية وعاصمتها الناصرية للقوى السياسية بأسبوع واحد لاختيار رئيس لحكومة موقتة سرعان ما اعلن متظاهرو بغداد وبقية المحافظات تأييدهم لها وتصعيد فعالياتهم الاحتجاجية دعما لها.

المنتفضون.. عصيان مدني واغلاق الطرقات واحراق مقار أحزاب

وقد اضطرت الحكومات المحلية في معظم محافظات الوسط والجنوب الى اعلان عطلة رسمية فيها اليوم تجنبا لتدهور الاوضاع فيها اكثر مع تصعيد الحراك الشعبي بشكل مسبوق واتخاذه فعلا شموليا.

وفي مهد الحراك الشعبي في الجنوب بمدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار الشيعية الجنوبية، فقد خرجت المحافظة عن سيطرة حكم الميليشيات بالكامل وتم اغلاق الطرق والجسور فيها وقطع الطرق الى المحافظات المجاورة.

مصابون في بغداد بهجوم القوات الامنية

وتعرض المتظاهرون الى هجوم باطلاق الرصاص من ثلاث عجلات يستقلها مسلحون باتجاه جسر السريع وقامت بإطلاق النار عليهم، ما ادى الى اصابة 8 محتجين اصابة أحدهم خطيرة.

واشار محتجو المحافظة الى ان اتصالات تجري مع متظاهري المحافظات الاخرى لاعلان المحافظة عاصمة موقتة للعراق بدلا من بغداد.

وفي البصرة، اصطدم المتظاهرون مع قوات الصدمة التي حاولت منع حراكهم وقيامهم باغلاق الطرقات واعتقلت عددا منهم وطاردت الباقين في الازقة المحيطة بمقر قواتها.

لكنّ المتظاهرين عادوا بزخم اكبر مطالبين باطلاق زملائهم المعتقلين ومحاصرة مقر الصدمة. وفي بغداد اغلق المحتجون معظم الساحات العامة والشوارع الرئيسة والطرق السريعة المحيطة بها وخاصة طريق محمد القاسم الذي قامت قوات امنية كبيرة بحماية الطيران بمهاجمة المحتجين واطلاق الرصاص الحي ضدهم ما ادى الى مقتل اثنين واصابة العشرات، حيث قامت القوات باعتقالات عشوائية للجرحى داخل مستشفى الجملة العصبية .

واغلق المتظاهرون في محافظة واسط منفذ الشيب الحدودي، فيما شهدت محافظة كربلاء اغلاق مكتب مجل

اما محافظة النجف فقد شهدت احراق صور قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ومقر حزب الله الموالي لايران ومقر حزب اياد علاوي ومكتب النائب عدنان الزرفي رئيس كتلة النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في الكوفة.

كما صعد المحتاجون في محافظات اخرى من حراكهم ضد السلطات ومؤسسات، وقاموا باغلاق الادارات والمدارس والجامعات والطرقات وامتنع الاهالي عن الالتحاق بأعمالهم في عصيان مدني لم تشهده البلاد.

مرشحان جديدان لرئاسة الحكومة

بالترافق مع هذه الضغوط الشعبية على الاحزاب السياسية الحاكمة، فقد ترشح اسمان جديدا لرئاسة الحكومة الجديدة هما الفريق الركن نجيب الصالحي والوزير السابق علي شكري.

والفريق الركن الصالحي الذي رشحه متظاهرو الناصرية كان قد انشق عن النظام السابق والتحق بالمعارضة العراقية عام 1995 عندما كان امرا لفرقة الاليات الاولى في الجيش العراقي وعاد الى العراق بعد عام 2003 لكنه لم يتولَ أي منصب حكومي.

وقد شارك الصالحي في تظاهرات الاحتجاج المطالبة بالاصلاح وخاصة لدى انطلاقها في ساحة التحرير وسط بغداد في الاول من اكتوبر الماضي، حيث ظل حاضرا ومشاركا فيها.

من جهتها، اشارت مصادر مطلعة الى ان احزاب السلطة بدأت تتداول اسم وزير التخطيط السابق مستشار الرئيس العراقي علي شكري مرشحا لرئاسة الحكومة وكان منتميا الى التيار الصدري، لكنّ المحتجين في ساحات التظاهر اكدوا رفضهم له.

القوات الامنية في حالة الانذار القصوى

من جهتها، اعلنت القوات الامنية في العاصمة ومحافظات الوسط والجنوب العشرة حالة الانذار القصوى لمواجهة تصاعد الاحتجاجات ومحالة السيطرة عليها.

واشارت قيادات القوات الى انها وضعت خططا أمنية مشددة ومكثفة تحسباً لأي طارئ عند أي تصعيد من قبل المتظاهرين موضحة انها تتضمن انتشاراً مكثفاً للمنتسبين في جميع أنحاء المحافظات وتفعيل الجانب الاستخباري.

وقد باشرت القوات الامنية انتشارا واسعا وبجميع مفاصلها وضمن قاطع المسؤولية وحسب الخطط الأمنية المعدة من حيث حماية المتظاهرين السلميين والمحافظة على المنشآت الحيوية والبنوك والمدارس والمؤسسات الحكومية والمستشفيات وأيضا جميع القطاعات الخدمية والعلاجية والنفطية بالتنسيق مع مديرية المرور العامة ومديرية الإطفاء والدفاع المدني وجميع القوات الأمنية وإلى أشعار آخر.

وذكر مصدر أمني ان اوامر فورية قد عممت على جميع عناصر القوات بإعلان حالة الانذار القصوى والالتحاق بمقار المسؤولية التي يتبعون لها مع تشديد الأمن على مقار الدوائر الحكومية ومباني القضاء والمدارس وعدم السماح لأي شخص بالتقرب منها خلال الساعات المقبلة.

اغلاق مقر مجلس النواب في كربلاء ووضع صورة ناشط اغتالته الميليشيات على بوابته

جاء هذا التصعيد في عمليات الاحتجاج بعد انتهاء مهلة متظاهري محافظة ذي قار الشيعية الجنوبية مع اطلالة اليوم الاثنين لتنفيذ المطالب الشعبية ومن بينها محاسبة قتلة النشطاء واكمال قانون الانتخابات والمصادقة عليه وتحديد موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة وتكليف رئيس وزراء مستقل موقت غير جدلي بتشكيل حكومة موقتة.

وانضم الى دعوة متظاهري الناصرية، محتجو محافظات الوسط والجنوب مطالبين بإسقاط الحكومة وتقديم رئيسها المستقيل عادل عبد المهدي للمحاكمة بتهمة قتل المتظاهرين وحل البرلمان وكتابة دستور جديدة للبلاد من قبل مختصين ومستقلين بعيدا عن الأحزاب وإبعاد المؤسسة الدينية من التدخل في السياسة.

الناشط المدني لؤي الحلفي اغتيل وسط البصرة خلال الساعات الاخيرة

ويشهد العراق منذ الأول من اكتوبر الماضي تظاهرات حاشدة انطلقت من أجل تنفيذ مطالب معيشية ومكافحة الفساد والبطالة إلا أنها سرعان ما تحولت إلى مطالب سياسية تتمسك برحيل الطبقة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والتبعية، حيث واجهتها القوات الحكومية بالعنف المفرط والميليشيات المسلحة بالاغتيال والاختطاف والتهديد، ما اسفر عن مقتل 669 متظاهرا واصابة 24.488 آخرين واعتقال 2.806 من المحتجين.

علق هنا