الكرد .. وحسب مصادرهم , وعدوا عبد المهدي بتأييد ترشيحه مجدداً لرئاسة الوزراء، فماذا وعدهم الرئيس المستقيل؟

بغداد- العراق اليوم:

أفصح الساسة الكرد وبصوت مسموع هذه المرة دون عن طبيعة الزيارة السريعة التي قام رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي الى الاقليم، والتقى هناك القيادات الكردية للحزبين الحاكمين، الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والأتحاد الوطني الكردستاني بزعامة كوسرت رسول، وأعلنوا أن الرجل جاءهم طالباً دعم ترشيحه لتشكيل وزارة جديدة، عقب وزارته التي أسقطها الشارع المُحتج على سوء الإدارة، والفساد، والمحاصصة واستشراء السلاح المنفلت، وتراجع الأمن.

ولم يتوانَ الساسة الكرد ووسائل الاعلام الموالية لهم، أو حتى تلك المقربة منهم، من تحديد شكل طلب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الذي جاءهم متوسلاً العودة ثانيةً الى ذات المقعد الذي اجبر على تركه تحت ضغط الشارع، وسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى منذ اكتوبر من العام الماضي.

الغريب في هذا الافصاح، أن نوايا الرجل الذي كان دائم التلويح بالإستقالة، يكشف عن " استماتة" واضحة من قبله للتمسك بالمنصب " الحلم" الذي تحول بعد عام الى كابوس يؤرق العراقيين جميعاً، وأصبحت البلاد في عهده أسيرةً للفوضى والتطاحن الداخلي والخارجي. الأغرب أن الرجل يفاوض مع أن الرافضين لحكمه لا زالوا في الشارع.

ولن نخوض في استحالة مثل هذا الترشيح على الأقل شعبياً، لكن من حقنا أن نسأل ما هو الثمن الذي وعد به عبد المهدي، الساسة الكرد أن مرروه ثانيةً لكرسي الرئاسة، وما هي الوعود التي قطعها على نفسه للبقاء على رأٍس الحكومة المقبلة، مع الإشارة الى أن الجميع يعلم أن " الكردي" بطبيعته الشخصية، لا يعطي أي شيء بلا مقابل، ولذا فأن هذا الدعم سيكون بحكم المؤكد مشروطاً بشروط قاسية، فهذه الفرصة الذهبية للساسة الكرد لفرض مطالبهم، ولعل في طليعتها استعادة كركوك، والسيطرة على المناطق المتنازع عليها، واسدال الستار على ملف الاستيلاء على النفط، وخرق الاتفاقات والقوانين الاتحادية، ونهب موارد الأقليم من موازنة بغداد، وغيرها من الملفات الشائكة التي تسببت بمشاكل دائمة بين بغداد وأربيل، ليأتي الرجل الآن في ظل ظرف مثل هذا ليقدم هدايا ثمينة من اجل الحفاظ على موقع لطالما تمناه.

المعلومات تشير ايضاً الى أن عبد المهدي طلب تأثير القوى الكردية على القوى السياسية العراقية، واستخدام نفوذهم لابقائه في المنصب، وليس تأييدهم فقط، ملمحاً لهم بأن حفاظهم على المكتسبات الثمينة التي حصلوا عليها آبان فترة حكمه، معرضة للزوال مع قدوم أي رئيس وزراء غيره.

لكن الذي لا يعلمه عبد المهدي وأيضاً القوى الكردية، أن القرار اليوم هو قرار وطني شعبي، وأن أية تأثيرات سياسية أو اقليمية ستكون عديمة الفائدة، ما دام الشارع منتفض بقوة بوجه هذه الطبقة السياسية ويريد عزلها جميعها، كما أن قرار تسمية رئيس الوزراء قرار شيعي صرف، وأن الرياح تتجه الى اختيار شخصية بديلة وغير جدلية ومجربة، كما صرح زعيم منظمة بدر هادي العامري اعقاب لقائه مع السيد مقتدى الصدر مؤخراً.

علق هنا