عبد المهدي يختار التصعيد مع أمريكا، فهل سيرضي القوى الشيعية لابقائه على سدة السلطة مجدداً

بغداد- العراق اليوم:

بدا أن رئيس الحكومة العراقي المستقيل عادل عبد المهدي، عازم على المضي في طريق التصعيد مع الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال اجراءات وتصريحات صادمة، وتنم عن رغبة في تقطيع أواصر العلاقة القائمة منذ 2003 والى الآن، فيما يرد بعض المراقبين هذا التوتير للعلاقة مع امريكا الى رغبة عبد المهدي رد الصفعة التي أسقطته في الشارع الى صاحبها الذي يعتقد أن الولايات المتحدة تقف ورائه، فيما تتجه خيارات قوى شيعية نافذة الى حصر ملف الحكومة بينه وبين مرشحين أخرين، لكن لا يبدو أن " الدخان الأبيض" سيصعد قريباً في دلالة على تفاهم الكرادلة " الشيعية" حول خليفة الرجل الذي دفع بخطوة تصعيدية أخرى عبر تفعيله الاتفاق مع الصين الذي ابرمته حكومته في سبتمبر من العام الماضي، وكأنه يقول أن اتفاقه مع الصين سبب إسقاطه، ضارباً الأسباب الحقيقية مثل ضعفه وسوء إدارته، وفساده، عرض الحائط.

يأتي هذا في خضم اعلان رئيس الوزراء في حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي، الجمعة، عن طلب توجه به الى وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو يتضمن إرسال مندوبين لتطبيق قرار مجلس النواب ووضع آليات الانسحاب "الآمن" للقوات من العراق، فيما اشار الى أن هناك قوات وطائرات مسيّرة أمريكية تدخل العراق دون إذن الحكومة.

وقال المكتب الإعلامي ل‍عادل عبد المهدي، في بيان صدر، اليوم، إن الاخير تلقى، مساء أمس الخميس، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، تناول التطورات الأخيرة ورغبة مختلف الأطراف بمنع التصعيد والذهاب الى حرب مفتوحة.

وطلب عبد المهدي، وفق البيان، من وزير الخارجية الامريكي إرسال مندوبين الى العراق لوضع آليات تطبيق قرار مجلس النواب بالانسحاب الآمن للقوات من العراق، موضحا ان العراق حريص على إبقاء أحسن العلاقات بجيرانه وأصدقائه في المجتمع الدولي وعلى حماية الممثليات والمصالح الأجنبية وكل المتواجدين على الأراضي العراقية وان اولوياته تنحصر بمحاربة الإرهاب وداعش والعنف من جهة، وإعمار العراق وتحقيق النمو الاقتصادي وحماية سيادة البلد واستقلاله والوحدة الوطنية وتحقيق الأمن والاستقرار للعراق والمنطقة من جهة أخرى.

كما أشار عبد المهدي، لوزير الخارجية الامريكي الى ان هناك قوات أمريكية تدخل للعراق ومسيّرات أمريكية تحلق في سمائه بدون إذن من الحكومة العراقية، وان هذا مخالف للاتفاقات النافذة، ووعد الوزير الامريكي بمتابعة الأمر وأكد احترام بلاده لسيادة العراق.

واكد الطرفان على أهمية إدامة تطور العلاقة بين البلدين.

علق هنا