حسام حسن وأستديو الرياضة ... 16 عام من التألق والجمال، والعمل المهني الناجح

بغداد- العراق اليوم:

لا يزال الصحافي والاعلامي العراقي القدير، حسام حسن، يراهن على فن الصورة التلفزيونية، وتوثيق الحدث الرياضي ونقله للمشاهد عبر الشاشة الصغيرة، بفن وإحتراف وإتقان، وأيضاً الرهان على المسير بخط تحريري مميز ذي ملامح تلتزم الحياد التام، والقرب الشديد من الحدث، فضلاً عن أضفاء الطابع الحميمي اللافت على ما يقدمه من منصة برنامجه الرياضي الشهير " أستديو الرياضة" الذي أنطلق مع إنطلاقة قناة الحرة عراق.

ما يميز برنامج حسن، هو أنهُ مثل إنطلاقة مغايرة جداً لما اعتاد عليه العراقيون في البرامج الرياضية الكلاسكية التي كانت تقدم، فقد مهد حسام الطريق لبناء اعلام رياضي مهني، يلتزم قواعد الاحتراف الرفيعة، ويكون همزة وصل بين القطاع الرياضي العراقي والعربي بل وحتى العالمي، وبين الجمهور الرياضي الذي كان يبحث عن منفذ جاد لتلقي خطاب رياضي يقوم على رافعتين أساسيتين، الأولى، نقل الحدث الرياضي على اختلافه الى الجمهور بشكل محايد، ودون انحيازات مسبقة، وأيضاً الجانب التحليلي في متابعة معوقات هذا القطاع ومشاكله ومعاناته، وتسليط الضوء على الطاقات والكفاءات والنخب الرياضية التي طوتها صفحات النسيان، أو تسارعت الأحداث من حولها فتركتها بين فكي الحسرة والحرمان.

والحقيقة التي يجب ان يعرفها الجميع ان ما من حلقة من حلقات ( استديو الرياضة) إلا وفيها لمسة وفاء إنساني تمسح حزناً عن عائلة رياضية مفجوعة بفقد عزيزها، أو تبعد قهراً أصاب نجماً رياضياً عراقياً منسياً، أو تشير الى حيف وظلم قد لحقا ببطل من ابطال الرياضة العراقية .. وهذا ليس غريباً على برنامج يعده ويقدمه شخص معطر بتاريخ عائلي وطني استشهادي مثل تاريخ عائلة حسام حسن المعروفة بتضحياتها وسجلها النضالي المجيد

ولعل النقطة المهمة تكمن في أن حسام حسن يقدم برنامجه بجهد ومثابرة غير عادية، وذلك بسبب موقع ومكان استوديوهات القناة، وبعدها -مكانياً- عن موقع المتلقي الرئيسي في العراق، لكن حسام لم يجعلنا نشعر يوماً بهذا البعد.

 وطبعاً فإن المختصين في الجانب الاعلامي، لاسيما التلفزيوني يعرفون أن العمل فنياً شاق جداً، وأن أنتاج دقيقة تلفزيونية محترفة يستغرق ساعات من العمل المضني، فكيف ببرنامج أسبوعي متواصل على مدار 16 عام، ومع كل حلقة يقدم حسام حسن لجمهوره مائدة طازجة عامرة بالأحداث الرياضية والاخبار المنوعة والتغطيات والتحليلات التي تصبح فيما بعد مادةً ينتاقلها الجمهور، أذن، فنحن أزاء ظاهرة رياضية تستحق التقدير العالي، لهذا الكابتن الوطني القدير، ولفريقه العامل خلف كواليسه استديو الرياضة الذي طبع بصمته المميزة في الذوق الرياضي.

كما لا يفوتنا الاشارة الى ان برنامج أستديو الرياضة، ومقدمه الرائع الكابتن حسام حسن، تميزا على أنهما يقدمان الحقائق كما هي، دون أن يحول هذه المنصة الى مساحة لتصفية خصومات، أو تلميع أًصدقاء وزملاء أو اللعب على أوتار المتناقضات للوصول الى غايات ذاتية، وإدارة عمليات ابتزازية كما يحصل مع بعض مقدمي البرامج الرياضية التي ظهرت لاحقاً، وأعتمدت أساليب "شغب الملاعب" في تقديم المادة الأخبارية الرياضية للحصول على مكاسب وامتيازات ذاتية، بل لا زلنا نرى حسام حسن وهو يمارس هذه المهمة الوطنية بأخلاص الكابتن الذي عرفناه لاعباً موهوباً في صفوف الأندية الوطنية، وبضمير مهني محترف، لعبت سنوات الأغتراب دوراً في بناء شخصيته الثقافية، وأكتمال أدواته المهنية، فهنيئًا له هذا الموقع المميز في تاريخ الصحافة الرياضية، وهنيئاً لجمهوره الكبير بهذا التميز والبصمات التي تستحق الإشارة، وعقبال الاحتفال باليوبيل الذهبي يا حسام حسن، أيها الكابين الناجح.

علق هنا