كردستان تقبض على "سر حياة" أهالي الجنوب.. وتستأنف بناء 11 سدا مائيا في مواقع مختلفة

بغداد- العراق اليوم:

مرّ إعلان السلطات في اقليم كردستان، الثلاثاء، 25 كانون الاول، 2019، استئنافها بناء 11 سدا في مناطق مختلفة، خلسة، بلا خشية مما قد تشكله تلك السدود من تهديد لباقي مناطق الوسط والجنوب، التي طالما عانت جفافا، بلغ ذروته العام الماضي.

وخصصت وزارة الزراعة والموارد المائية في حكومة أربيل، 33 مليار دينار، لاستئناف العمل على بناء 11 سداً في الإقليم.

وتضم كردستان، 17 سداً ونحو 100 حاجز لتخزين المياه. تبلغ قدرتها التخزينية السنوية نحو 10 مليارات متر مكعب من المياه.

وتعتقد الوزارة الكردية، أن "إكمال بناء هذه السدود سينقل الإقليم إلى مرحلة أخرى من حيث القدرة على تخزين المياه، وستتراجع احتمالات حدوث فيضانات في المناطق التي تبنى فيها السدود، إضافة إلى تخزين 59 مليون متر مكعب إضافي من المياه، مع توفير مياه الري لزراعة 27300 دونم سيحاً".

ويخطط الاقليم، بحسب مسؤولون معنيون، لإنشاء 200 سد، تم وضع خرائط وتصاميم قسم منها. وفي مقابل ذلك، لا تحوي المسافة الممتدة من بغداد الى الفاو، سوى سدة واحدة وهي الكوت، التي بنتها شركة بريطانية في العام 1934.

ويعبر مختصون بالموارد المائية، عن مخاوفهم من مشاريع السدود الكردية، مشيرين الى انها يمكن ان تجري إدارتها بشكل يؤثر على الثروة المائية، والزراعة في بقية أنحاء العراق، لكن الحكومة الاتحادية ربما تجهل ذلك، ولا تبالي له.

ويقولون في أحاديث ان تلك السدود يمكن ان تكون سلاحا بيد الكرد، للضغط على المسؤولين العراقيين، في ظل أية أزمة قد تحدث بين الحكومتين الاتحادية والاقليمية، وكل ذلك سيكون على حساب مواطني مناطق الوسط والجنوب، في ما يخص الري وانتاج الثروة السمكية، وتوليد الطاقة، والملاحة وغيرها.

 وينصح هؤلاء المختصون، الحكومة الاتحادية، بأن يكون التخطيط لإقامة السدود

على المستوى الوطني، ومن قبل الوزارة المركزية، وان يتم انشاؤها ايضا في باقي مناطق البلاد. وبحسب خبراء في الموارد المائية، فان عملية بناء السدود الصغيرة في مناطق الوسط والجنوب، تتطلب تحقيق تضاريس وأمور فنية ملائمة، وهي ليست بمستحيلة، اذا توفرت الاكتاف العالية.

ويؤكد الخبراء، انهم طرحوا في دراسات عدة، امكانية بناء السدود الصغيرة في البادية الجنوبية في السماوة والنجف وكذلك في العمارة، لكن الحكومات المتعاقبة، لا تبالي لذلك، وتفضّل الاعتماد على دول المنبع (تركيا وايران)، اللتان طالما هددتا العراق، بتقليل الاطلاقات المائية، في مناسبات عدة.

علق هنا