خشية الاحتراق.. تحالف الفتح يتريث في الكشف عن اسم مرشحه الجديد لرئاسة الوزراء

بغداد- العراق اليوم:

ما أن ظهرت في الأوساط وثيقة انسحاب قصي السهيل من سباق الترشح لمنصب رئيس الوزراء، حتى سربت أوساط تحالف الفتح أن مرشحها الجديد هو محافظ البصرة أسعد العيداني، لكن الأمر لم يقترن بإعلان رسمي، خشية احتراقه.

وقال سياسي عراقي بارز، مطلع على كواليس المفاوضات بشأن اختيار رئيس الوزراء الجديد  اليوم الأربعاء، إن “تحالف الفتح يستعد للدفع بالعيداني إلى منصب رئيس الوزراء، من دون أن تتوفر لديه أي ضمانات على أن رئيس الجمهورية سيوافق على تكليفه أو أن الكتل السياسية قد تصوت له”.

ولهذا، لا ينوي تحالف الفتح الإعلان عن ترشيح العيداني رسميا، إلا بعد التأكد من حظوظه، لا سيما بعد احتراق اسماء جميع المرشحين السابقين بمجرد الإعلان عنها.

وكان السهيل توجه بالاعتذار إلى تحالف البناء عن قبول ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء، بعدما رفض رئيس الجمهورية تكليفه بالمنصب، مدعوما باعتراض حاسم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

ودفع رفض الرئيس واعتراض الصدر أطرافا أخرى إلى سحب تأييدها للسهيل، على غرار تحالف القوى، الذي وقع رئيسه محمد الحلبوسي على ورقة ترشيح وزير التعليم الحالي لمنصب رئيس الوزراء، قبل أن يتراجع أعضاء هيئته القيادية.

وسبق السهيل، المرشح محمد بحر العلوم، الذي قال إنه انسحب بعد أن رفضت القوى السياسية إقرار شروطه لقبول المنصب، حيث يطالب بالامتناع عن التدخل في شؤون الحكومة في حال كلف بتشكيلها، كذلك فسح المجال أمامه لاختيار كابينته باستقلال تام.

وبمجرد طرح اسميهما، سارع المتظاهرون إلى رفع صور السهيل وبحر العلوم في ساحات الاحتجاج مصحوبة بعبارات الرفض لترشيحهما.

وحتى الساعة، ليس واضحا المصير السياسي الذي ينتظر المرشح الآخر محمد توفيق علاوي، الذي ظهر اسمه لأيام، ثم توارى.

وحاول علاوي إرسال رسائل تطمين إلى القوى السياسية عندما ظهر في وسائل الإعلام مؤخرا، لكنه يواجه الرفض في ساحات الاحتجاج.

ولم يتبق من قائمة الأسماء التي تسرب أنها مرشحة لتشكيل الحكومة الجديدة، سوى وزير الشباب السابق عبد الحسين عبطان، الذي أعلن هو الآخر الأربعاء، أنه اعتزل العمل السياسي، ولا ينوي الترشح لأي منصب.

وتقول مصادر مراقبة للتطورات، إن ظروف الرفض التي أحاطت بجميع مرشحي تحالفي الفتح والبناء، تعزز فرضية الذهاب إلى مرشحين من خارج الصندوق.

وتتحدث المصادر عن بوادر خلافات بين بعض القوى، ضمن تحالف البناء، على غرار اعتراض قيادات في حزب الدعوة على ترشيح السهيل من قبل زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، او اعتكاف زعيم تحالف الفتح هادي العامري في منزله، مقاطعا اجتماعات البناء التي تتداول في ترشيح أسماء محددة.

وتقول المصادر إن هذه الخلافات قد تعقد مهمة الفتح أو البناء في التوافق على شخصية مناسبة، يمكنها نيل ثقة رئيس الجمهورية والبرلمان والشارع، ويفسح المجال أمام صيغ أخرى من التفاهمات.

علق هنا