من يسعى لتوريط الحشد في معركة مع الشعب، وهل بات حشدنا امام الحرب الثانية بعد داعش ؟

بغداد- العراق اليوم:

يواجه الحشد الشعبي العراقي، الذي تشكل اثر اجتياح داعش الأرهابي لثلث مساحة العراق عام 2014، بدعم من المرجعية الدينية في النجف الأشرف، وضم تحت مسمياته اكثر من 140 الف مقاتل، تم تنظيم عملهم وفقاً للقانون، حرباً ضروساً هذه الأيام لغرض جره الى صِدام مسلح مع الشارع المحتج عبر محاولة توريطه في ضرب المتظاهرين، أو الايحاء للمتظاهرين أن بعض اعمال العنف والقنص والاغتيالات والخطف، تقف ورائها بعض الفصائل المنضوية تحته، وبدا هذا الأمر جلياً من خلالِ الحملات الاعلامية المكثفة التي تشن ضده سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجيوشها الالكترونية المسماة محلياً بـ " الجوكر"، أو عبر الفضائيات التقليدية التي تقف في الطليعة منها قنوات ( الحرة، الشرقية، دجلة، الفلوجة، الرافدين ... الخ)، وهو ما يعني أن الحملة متكاملة ومتواصلة، ولذا فأن قيادة الحشد الشعبي التزمت منذ مطلع الأزمة موقفاً واضحاً بعدم انحيازها لأي طرف، ووقوفها الواضح بالحياد مما يجري، وهذا ما نجح لغاية الآن في الحد من أي صدام محتمل، لكن هذا الامر لا يروق لجهات دولية كالولايات المتحدة أو الامارات والسعودية التي تريد أن يدخل الحشد حرباً استنزافية طويلة ضد المحتجين، فيكون الضد النوعي الذي سيشعل حرباً شيعية - شيعية لن تبقي ولن تذر، هذا ما تؤكده مصادر مطلعة في حديث خاص لـ " العراق اليوم".

مساء أمسِ الأحد، تم اختراق موقع هيئة الحشد الشعبي في العراق، وبث بيان طويل ادعى أن الحشد الشعبي يقف وراء احداث العنف في السنك والخلاني في وسط بغداد، وسرعان ما قامت الجيوش الالكترونية والفضائيات المتحالفة معها بالترويج للبيان، وتم تصدير الخبر على أنه اعتراف رسمي من الحشد بالوقوف خلف احداث القتل في هذه المناطق، ومع سحب البيان واعلان قيادة الحشد الشعبي عن اختراق مواقعها الرسمية، الا أن هذه الجهات استمرت في حملة نشر الخبر وتثبيته للرأي العام العراقي والدولي.

وفجر اليوم الاثنين، أعلن الحشد الشعبي العراقي عن اختراق موقعه الإلكتروني وحذف البيان الذي نشر عليه في وقت سابق والمتعلق بأحداث بغداد الأخيرة.

وفي تنويه أصدره فجر اليوم الاثنين، قال الحشد الشعبي إن موقعه الإلكتروني "تعرض لهجمات اختراق"، مضيفا أنه "تمت معالجة الاختراق من قبل الفرق المختصة".

ونقل بيان عن الحشد الشعبي، أن "المخترقين نشروا بيانا نسب لهيئة الحشد حول أحداث السنك الأخيرة المؤسفة، وهو غير صحيح".

وأوضح الحشد أنه "تم حذف البيان من حسابات المديرية على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما تبين أن الموقع الرسمي مخترق".

اخلاء بغداد من الحشد الشعبي

الى ذلك، قال مصدر مهم في وزارة الدفاع العراقية  ان المجلس الوطني للأمن الذي يضم رئاسة الوزراء ووزراء الأمن والمخابرات والداخلية والدفاع قرر سحب جميع فصائل الحشد الشعبي من العاصمة بغداد فورا ومنع تحرك اي فصيل من الحشد من مواقعه إلا بموافقة مسبقة .

ويأتي قرار سحب قوات الحشد بعد رسائل فرنسية وبريطانية وألمانية طلبت من رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي القيام بهذه الخطوة. كما تتزامن الخطوة مع انتشار ما يعرف القبعات الزرق وهم مقاتلون من تيار الزعيم السياسي مقتدى الصدر في ميدان التحرير وسط بغداد وبالتالي هدف الخطوة هو تجنب أي احتكاك ببن الحشد والتيار الصدري مما يؤدي إلى تدهور الوضع الأمني بطريقة شديدة الخطورة.

علق هنا