بورصة الترشيحات لشغل منصب رئيس الوزراء تتسع، وأسماء مستهلكة تطرح اسهمها للبيع، فهل من يشتري؟

بغداد- العراق اليوم:

عاودت القوى السياسية حراكها العلني والسري من إجل استعادة زمام الأمور مجدداً، عقب السقوط المدوي لحكومة عبد المهدي الائتلافية، والتي أسقطها الشارع المحتج منذ شهرين، بينما حاولت شخصيات غامضة الدخول على خط التنافس بإنتظار توافق سياسي يقود الى أختيارها، كأسماء بديلة وسد حاجة، في ظل ترديد مقولة قديمة جديدة للكاتب حسن العلوي، حين قال، في العراق يجري التنافس بين شخصيات قوية وفاعلة دوماً، لكنها تنتهي الى شخصية الظل التي تظهر في اللحظة الأخيرة، وتقفز للصدارة، وهذا الأمر ربما تكرر في عراق ما بعد 2003 مرات عدة، ففي وقت كانت الأنظار مشدودة لأحمد الجلبي لتشكيل أول حكومة بعد الاحتلال، قفز من المقاعد الخلفية اياد علاوي، وفي الوقت الذي كان علاوي على موعد مع تجديد أخر له بعد انتخابات 2005، قفز الجعفري من الخلف ايضًا، ليصل الى سدة السلطة، وفي وقت كانت الأمور تصل الى اختناق سياسي شيعي في 2006، بين عادل عبد المهدي وابراهيم الجعفري، جاء المالكي من البوابة الخلفية مرشحاً للحظة الأخيرة، وفي وقت بلغت الأمور اشدها بانتظار تكليف المالكي بولاية ثالثة، كان حيدر العبادي يكتب فصلاً من فصول حكاية رجال الظل القادمين الى المواقع الأولى، ليأتي عبد المهدي مكملاً لهذا المنهج، ومن شابه أباه فما ظلم، والأبوة هنا بمفهوم التوارث السياسي واللعب على أوراق التناقضات!.

اليوم تكشف مصادر موثوقة عن أسماء المرشحين البدلاء الذين من المحتمل أنهم " سيتنافسون" في الوصول الى المنصب، فيما تقول مصادر أخرى، أنها اسماء للإستهلاك الإعلامي، ريثما يكمل رجل الظل نفسه كالعادة للوصول الى سدة حكم البلاد، متوجاً لنضال شعبي دام، وإستقطاب سياسي حامي الوطيس!

وتكشف المصادر لـ " العراق اليوم" عن أسماء عدة تتنافس على المنصب حالياً، مع أنها تقول أن " ترشيحها لا يزال في طور النقاش الأولي، وينشر "العراق اليوم" أسماء هولاء المرشحين مع نبذة مختزلة عن كل منهم .

- محمد شياع السوداني، سياسي من حزب الدعوة - تنظيم العراق، شغل منصب محافظ ميسان لفترة وجيزة، وبعدها منصب وزير حقوق الإنسان في حكومة المالكي الثانية، ووزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية في حكومة حيدر العبادي.

وشباع ضعفت حظوظه جداً بعد تغريدة الصدر : لا شياع ولا بحر !

- عماد الخرسان : مرشح معتق لرئاسة الوزراء، فقد تم تداول اسمه اكثر من مرة من قبل دون جدوى، وهو مهندس عراقي من النجف، مقيم في الولايات المتحدة، عمل رئيساً لمجلس إعمار العراق عام 2003، وعمل مع إدارة جي غارنر، وغادر العراق الى بريطانيا في 2005 بعد انتهاء حكومة الجعفري.

-  صالح الحسناوي، نائب سابق عن دولة القانون، وهو طييب من كربلاء وشغل منصب وزير الصحة في حكومة المالكي الأولى بديلاً عن الوزير المستقيل.

- ابراهيم بحر العلوم، سياسي من النجف نجل المعارض المعروف محمد بحر العلوم، رئيس مجلس الحكم، شغل منصب وزير النفط عن حزب الفضيلة في حكومة المالكي الأولى، واصبح نائباً عن المجلس الاعلى في فترة لاحقة.

شمله الصدر برفضه امس عبر ذات تغريدة : لا شياع ولا بحر !

- قصي عبد الوهاب السهيل، سياسي من البصرة، شغل منصب نائب رئيس مجلس النواب عن التيار الصدري، قبل ان ينشق عنهم ويذهب الى دولة القانون ليترشح في حكومة عبد المهدي وزيراً للتعليم العالي حالياً.

مشكلة قصي أن لا أحد يثق بشخصيته  ووعوده لكثرة ما نقض من وعود من قبل.

- فائق زيدان العبودي، قاضَ عراقي، يرأس مجلس القضاء الاعلى حالياً. شخصية موزونة تحظى بالإحترام.

- هادي العامري، رئيس منظمة بدر، وهو نائب ووزير سابق وشخصية لها حضور قوي في المشهد الأمني والسياسي، لكن الإتفاق حوله كمرشح لرئاسة الوزراء صعب جداً، خاصة من جهة علاقته المميزة بإيران!

- حيدر العبادي، رئيس وزراء سابق، من محافظة بغداد، كان رئيساً للمكتب السياسي لحزب الدعوة قبل ان يستقيل منه مؤخراً.

له تجربة جيدة جداً مع كرسي رئاسة الوزراء، إذ تحقق الكثير من الإنجازات الأمنية والسياسية والوطنية في فترته الرئاسية، لكن عودته للموقع الرئاسي مرة أخرى صعبة ايضاً، بسبب حالة الرفض التي وصل اليها المجتمع العراقي لجميع الذين شغلوا مناصب متقدمة في حكومات ما بعد سقوط نظام البعث في 2003 .

- علي الشكري، نائب ووزير التخطيط ومستشار لرئيس الجمهورية، شغل منصب عمادة كلية الادارة والاقتصاد في جامعة الكوفة، وترشح عن التيار الصدري قبل ان ينضم الى تحالف الفتح.

- علي عبد الأمير علاوي، سياسي شيعي عراقي، خبير مال واقتصادي معروف، شغل وزارة المالية في حكومة ابراهيم الجعفري الأولى ويعيش حالياً في لندن.

وقبل ان نختم، نكرر قولنا، بأن جميع هذه الأسماء تجري عمليات التسخين والأحماء الان، وهي تدرك أن اللاعب الحقيقي سيأتي على جواده الأبيض من الخطوط الخلفية تاركاً خلفه زوبعة من الغبار والأتربة، واللغط الكثير أيضاً .

علق هنا