من يقف وراء لعبة الفيديو الخاص بوزير الداخلية ياسين الياسري؟

بغداد- العراق اليوم:

سألت صديقاً هو ليس بعيداً عن أجواء وزارة الداخلية عن الجهة التي يعتقد أنها تقف وراء ( قذارة لعبة ) الفيديو الخاص بوزير الداخلية، فقال لي بدون تفكير، أو تأخير : الأعداء .. إنهم الأعداء !

فضحكت وقلت: وهل لحق الرجل على أن يكون له أعداء بهذه الفترة القصيرة جداً؟!

ثم أكملت سؤالي وقلت له: أظن إن لكلمة الأعداء عنواناً عريضاً، فهل لك أن تحدد هؤلاء الأعدا؟

فضحك صاحبي، وقال:

جواباً على سؤالك، بل واستغرابك من سرعة تشكيل جبهة الأعداء لوزير الداخلية (الجديد) ياسين الياسري، أقول:

إن جبهة أعداء الياسري لم تتشكل كما تظن بعد استيزاره، إنما هي متشكلة وموجودة قبل أن يجلس الرجل على كرسي الوزارة.. قاطعته، وقلت له: أوضح رجاء، فالأمر قد تعقد عندي!

قال:

إن جبهة أعداء ياسين الياسري هي نفس جبهة أعداء قاسم الأعرجي، وأعداء عرفان الحيالي وعبد الوهاب الساعدي وأعداء آلاف المقاتلين المدافعين عن وحدة وحرية وكرامة العراق، سواء كانوا في أفواج الجيش العراقي  أو في قوات الشرطة، أو في كتائب الحشد الشعبي، وهي ذات جبهة أعداء لوحة الخارطة العراقية المعطرة بدماء الشهداء العراقيين منذ ان تشكل النهران الخالدان، ومنذ أن انطلقت حضارة وادي الرافدين، إنها جبهة أعداء كل عراقي يحب عراقه من زاخو حتى الفاو، ويعشق شعبه بعربه وكرده وتركمانه وكلدا  آشوره، بمسلميه ومسيحيه وصابئته وأيزيده.. إن هذه الجبهة المعادية موجودة، وهي ترصد وتراقب العناصر الوطنية الفاعلة، إذ ما أن تلاحظ بروز عنصر جديد قي خارطة العراق الابداعية، سواء أكان قائداً عسكرياً، أو سياسياً نجيباً، أو مبدعاً عضوياً، حتى تدخل هذه الجبهة الحاقدة في إنذار جيم، حاملة معاويلها بيديها لهدم إنجاز، وتمزيق رصيد هذا العنصر الوطني !

قلت له:

إذن هم شلل البعث والدواعش ومن يحيط بهم من الطائفيين بمختلف مذاهبهم والوانهم، فضلاً عن من يوفر لهذه الجبهة غطاء الحماية والدعم في الخارج والداخل، فهؤلاء برأيي يقفون وراء استهداف الوزير الناجح ياسين الياسري وخلف حملة استهداف القائد الهمام عبد الوهاب الساعدي، وخلف جريمة حرق بيت قاسم الاعرجي وغيرهم من العناصر  الوطنية المجربة .

قال صديقي معقباً على قولي الأخير بدون تردد:

نعم، إذ يبدو ان بعض راكبي الموج المتلونين، والمتسلقين الجاهزين لكل الثورات والانتفاضات، وناهبي هبات الشعب، ونهازي الفرص، مع بقايا البعث المهزوم واذنابه، يضاف لهم جحافل الدواعش المسحوقة، واعداء العراق القدامى من الذين ينطبق عليهم هذا التوصيف، هم وراء كل بلاء فيه العراق، وخلف كل محنة يمر بها الوطن، فهم الشوكة التي تعيق قدم الوطن عن المضي، والسكين النجس في خاصرته الطاهرة، فهم، ومنذ ان بدأت هبة تشرين الوطنية الباسلة، المحتجة على استشراء الفساد والترهل، وعلى ضعف الاداء الحكومي في جميع مفاصله الاقتصادية والنفطية والمالية،  حتى بدأت ابواقهم العفنة وأساليبهم الرخيصة بالعمل بقوة في محاولة لتجيير هذا الحراك الوطني النظيف، واللعب في امواجه الهادرة تمهيداً لحرف الإنتفاضة عن مسارها الصائب، ومصادرة احتجاج الناس وغضبتهم.

حيث راحت هذا الابواق تستحث الخطى لإجل ان يقع المحظور، وان تنسحب قوات الأمن من الجيش والشرطة الى القتال مع الشعب العراقي، لكن حكمة وزير الداخلية ووعيه الوطني، وضميره اليقظ كان لهم بالمرصاد، حينما استبدل بنادق الشرطة بأعلام الوطن، وبادر هو بنفسه الى ساحة الاعتصام، وواصل العمل ليل نهار من إجل تجنب اي مماحكات او صدامات مع ابنائه واخوته المحتجين، ورغم كبر  حجم المؤامرة، وسعة مخططها الرهيب؛ الا ان الرجل نجح في القضاء على توابعها، وامتصاص اثارها، حتى غدا المشروع التآمري ميتاً، فعزل الخيط الأبيض عن الخيط الاسود كما يقال.

وحين فشل هولاء القابعون في الظلام لم يجدوا على الوزير الياسري شيئاً، فلجأوا الى فبركة فيديو قديم يعود لما قبل استيزاره، حينما كان يحضر مجلس عزاء في أحدى المناطق؛ ولإصرار اصحاب العزاء على بقاء السيد الياسري للمشاركة في الوليمة، ولإصراره هو على المغادرة، انتهى الموقف بما نسميه " زعل" اهل المصاب على ضيفهم الغالي عندهم، وهي عادة عربية تعني فيما تعنيه ان المُضيف شديد التعلق بضيفه، وان هذا الحب والاحترام والتمسك يصل أحياناً حد الزعل والغضب ان رفض الضيف مشاركة مضيفه بوليمته .

في هذا الفيديو الذي يظهر مدى حب وتعلق الناس بالياسري، حاول الاعداء والمرجفون استخدامه للنيل منه، فهكذا هي اساليبهم الخبيثة، التي تذكرنا بحيل ودهاء البعثيين المجرمين حينما رفعوا صور الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم على واجهة الدبابات التي كانت متوجهة لقتله يوم الثامن من شباط الاسود، في مسعى لايهام الناس انهم ذاهبون لانقاذه ونصرته، فياللعجب من هذا التاريخ اللعين!.

وهكذا الحال في فيديو الياسري،  مما أضطر الناس الذين بحوزتهم نسخة كاملة من الفيديو الى نشره كاملاً وليس (مجتزءاً ) كما فعل الخبثاء، لتظهر بنشره كاملاً الحقيقة الناصعة، ويفشل الخائبون بعارهم .. ألا لعنة الله على أعداء العراق جميعاً دون استثناء .. أكرر  دون استثناء !

علق هنا