تقرير أميركي: مستقبل النفط العراقي سيكون لروسيا

بغداد- العراق اليوم:

أفاد تقرير لمجلة فورين بوليسي، بأنه وعلى الرغم من الاحتجاجات المستمرة في بغداد ورحيل العديد من الدبلوماسيين الغربيين لدواعي امنية ، لكن روسيا ضاعفت من وجودها ، فلم تبقى السفارة الروسية في بغداد مفتوحة فحسب بل قام وزير خارجيتها سيرغي لافروف بزيارة الى بغداد واربيل الشهر الماضي.

وذكر التقرير ا أن زيارة لافروف لم تكن ضمن جولة دبلوماسية منتظمة ، ولم يتم توقيع اي اتفاقية ، لكن كان غالبية المشاركين ، بما في ذلك ممثلين عن شركات النفط والغاز الروسية مثل غازبروم نيفت ، روسنفت ، سويزنفتغاز ، ولوك أويل بالاضافة الى ممثلين من شركة تكنوبروم اكسبورت  وهي شركة متخصصة ببناء منشآت الطاقة وممثلين ايضا عن الخدمات الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني”.

واضاف أن ” مصدر مقرب من رئيس الوزراء العراقي رفض الكشف عن هويته صرح ان ” الزيارة اقتصرت على مناقشة العلاقات التجارية الثنائية فقط خلال الاجتماعات “، مضيفا أن ” الروس ارادوا التأكد من ان كل شيء يسير بسلاسة فيما يتعلق بمشاريع شركات الطاقة الروسية في العراق”، فيما أكد مصدر من كردستان نفس المعلومات فيما يتعلق بحكومة الاقليم “.

وتابع أنه ” ليس من المفاجىء بعد انفاق روسيا لعشر مليارات من الدولارات في قطاع الطاقة العراقي على مدى السنوات التسع الماضية ، فإن اهتمام روسيا بالبلاد يتركز في الغالب على المخاوف التجارية”.

وواصل ان ”  الشركات الروسية ممثلة بالفعل بشكل جيد بين شركات النفط في العراق. ونظراً لطبيعة عقود النفط والغاز على المدى الطويل ، فإن حصتها في السوق الروسية ستزداد مع مرور الوقت”، مبينا انه على سبيل المثال ، في عام 2009 ، فازت شركة لوك اويل الروسية بأحد عقود النفط الأولى لمشروع تطوير غرب القرنة -2 في البصرة. من المقرر أن يستمر المشروع لمدة 25 عامًا بهدف تحقيق إنتاج 800 الف برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2024. واليوم ، ينتج هذا الحقل فقط بمعدل حوالي 400 الف  برميل يوميًا ، لكنه يمثل بالفعل 9 بالمائة من إجمالي إنتاج العراق من النفط الخام و 12 بالمائة من صادرات النفط العراقية.

واوضح التقرير أن ” الصفقات الأخرى منذ عام 2011 تشمل استثمارات بقيمة 2.5 مليار دولار من قبل شركة غازبروم وشركائها في وسط العراق وإقليم كردستان فقد أنتجت شركة غازبروم 3 ملايين برميل من حقول سرقلة في غارميان  وأطلقت العديد من مشاريع التنقيب في حقول حلبجة وشقال ، وفي الوقت نفسه ، فازت شركة سترويترغاز الروسية بعقد مدته 34 عامًا للتنقيب عن النفط والغاز في محافظة الأنبار العراقية ، وهو اتفاق شكر لافروف العراق بشكل خاص خلال زيارته ، وفقًا لمصدر في مكتب رئيس الوزراء العراقي”.

واردف أن “روسيا ليست مهتمة فقط بحقول النفط ، بل تملك روسنفت 60 بالمائة من خط أنابيب نفط كردستان ، وهو خط التصدير التشغيلي الرئيسي في العراق، ففي ربيع عام 2018 ، أعلنت روزنفت أيضًا عن توقيع اتفاقية مع وزارة الموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان لتطوير بنيتها التحتية للنفط والغاز ، بما في ذلك خط أنابيب جديد للغاز من المتوقع أن تصل طاقته التصديرية إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا . وهذا يصل إلى حوالي 6 في المائة من إجمالي الطلب على الغاز في أوروبا”.

وقال سياسي عراقي رفض الكشف عن هويته إنه “بموجب هذه الصفقة ، حصلت روسيا على الكثير من القوة السياسية في العراق حيث يمثل النفط حوالي 96 في المائة من صادرات العراق ، لكن بدون وجود خط أنابيب لتصديره ، فإن النفط ليس له أي قيمة بالنسبة للبلاد. لذلك الآن تسيطر روسيا بشكل أساسي على هذا التصدير. ”

واشار التقرير الى أن ” النفوذ الروسي على النفط في العراق وسوريا ليس فقط ضربة اقتصادية طويلة الأجل للولايات المتحدة ، بل هو ضربة سياسية أيضًا. النفط هو العملة الرئيسية في هذين البلدين ، لذلك فإن من يسيطر عليه له دور رئيسي في الجغرافيا السياسية في المنطقة”.

علق هنا