أيها البعثي الغادر لاشأن لك باحتجاجاتنا

بغداد- العراق اليوم:

باسل الربيعي

ايها البعثي الغادر ..

– لا تحدثني عن الفقر والجوع ، ففي زمنكم مات اكثر من مليون وثلاثمائة الف من اهلنا جوعا ومرضا في وقت الحصار فقط الذي خيّم على العراق جراء غزوكم العبثي لدولة الكويت عام 1990.

(تجار عراقيون اعدموا جماعيا سنة ١٩٩٢)

– لا تحدثني عن حقوق المتظاهر، ففي حكمكم كان يعدم العراقي بمجرد الشبهة بالنوايا ولم يصل ابدا الى مرحلة التظاهر العملي ضد السلطة ، باستثناء انتفاضة شعبان وشهد العالم باسره ، بفظاعة ما ارتكبتموه في تلك الانتفاضة ، بعد ان تلقيتم الضوء الاخضر من اسيادكم الاميركيين.

– لا تحدثني عن حقوق الشهداء من المتظاهرين، ففي حكمكم كان من يعدم تأخذون ثمن الرصاصة التي قتلتم بها العراقي من اهله، وكنتم تصدرون احكام الاعدام بالجملة وخلال بضع دقائق فقط ، ولم تتيحوا لكل الشهداء محاكمات نزيهة يستطيعون خلالها الدفاع عن انفسهم ، بل وكنتم تنتدبون محامين يطالبون هم بانفسهم ، المحكمة باعدام المتهمين .

(اعدام عبد الكريم قاسم ومعاونيه 1963)

– لا تحدثني عن حقوق عوائل الشهداء، ففي حكمكم كنتم تمنعون اهل الشهيد من اقامة مجلس العزاء على ابنهم، بل تمنعونهم من البكاء عليه او اقامة الجنازة له ، والاشد ايلاما كنتم تمنعون ذوي الشهيد من القاء نظرة الوداع الاخير عليه.

(تهجير العوائل العراقية الى ايران 1980)

– لاتحدثني عن حقوق الانسان ، ففي عهدكم هجرتم مئات الالاف من العوائل العراقية عام 1970 الى ايران ، ونفذتم في عام 1980 ثاني اكبر جريمة تهجير للعراقيين الى ايران، حيث ناهز عدد المهجرين 500 الف مواطن ، وقمتم بمصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة ، واعدمتم مايزيد عن 15 الف شاب من ابنائهم باربع طرق رئيسة للموت، هي القتل باختبار الاسلحة الكيمياوية عليهم قبل استخدامها في حلبجة ، وباعتراف المجرم طه الجزراوي نفسه، والاعدام بالرصاص ، والاعدام شنقا ، والاعدام بالاذابة في احواض الاسيد . وكانت جريمتكم هذه من الوحشية بمكان انها استحقت عنوان “جريمة العصر”.

(جريمة قصف حلبجة بالكيمياوي 1988)

– لاتحدثني عن احترام الانسان ، وفي زمنكم الدموي ارتكبتم جرائم تعريب المدن الشمالية والترحيل القسري للعوائل الكردية من مناطق سكناها ، ومن ثم توّجتم جرائمكم في شمال العراق ، بقصف مدينة حلبجة وبادينان ، في مارس 1988، بالاسلحة الكيمياوية فارتقى ، خلال بضع دقائق فقط ، نحو 5 الاف من الاطفال والرجال والنساء والشيوخ والعجائز شهداء ، مع اصابة اكثر من عشرة الاف آخرين ارتقى المئات منهم لاحقا.

(اعدامات الانتفاضة الشعبانية 1991)

– لا تحدثني عن عدد شهداء التظاهرات، ففي حكمكم في انتفاضة شعبان (مارس 1991) وخلال اسبوعين فقط قتلتم ٣٥٠ الف عراقي ، وتفننتم بعمليات قتلهم والتمثيل بجثثهم .

– لا تحدثني عن حرية التعبير، ففي حكمكم تقطعون لسان كل من ينتقدكم بكلمة، ووضعتم جدولا طويلا للكتب الممنوعة ، ومنها كتب لتعليم اللغة الانجليزية ودواوين لشعراء عراقيين وعرب .

– لا تحدثني عن فساد السلطان، ففي حكمكم قصور الطاغية وصلت عدد اسماء الله الحسنى ، ونهب سيدكم وعائلته مليارات الدولارات من عائتدات النفط وصادروا اراضي المزارعين الخصبة واستحوذوا على السوق التجارية.

((دمار هائل للقوة العسكرية العراقية بعد الانسحاب من الكويت 1991))

– لا تحدثني عن عز وكرامة العراقيين ، ففي حكمكم اذللتم العراق في الحروب الخاسرة (الحرب على الاكراد والعدوان على ايران وغزو الكويت) والتي حصدت ملايين الارواح وخلفت مثلهم من المصابين والمعاقين وجيوشا من الارامل واليتامى والثكالى، الى اخراج رئيسكم المتغطرس من حفرته كاخراج فأر من جحره ، وذلك في مشهد لم تعرف البشرية نظيرا لذلته وهوانه منذ ان خلق الله ادم (ع).

(القبض على صدام حسين في جحر بالارض 2003)

– لا تحدثني عن الاعمار والبناء، ففي حكمكم لم تبنوا منشأة حيوية واحدة، بل هدمتم ما بني في العهود السابقة ، وما بنيتموه كان فقط لتعزيز مقومات آلة الموت والدمار .

اما الزراعة فتعمدتم ابادتها وتحولت الارض العراقية الى ارض جرداء بعد ان كانت توصف بارض السواد من وسعة مزارعها وبساتينها.

– لا تحدثني عن شئ له علاقة بزمن حكمكم الاسود في العراق ، لاني لو اردت ان اكتب عن اجرامكم وطغيانكم وفسادكم سأحتاج الى مجلدات يشم نتانتها كل من في الارض ، فأنتم لا يحق لكم الحديث ، لاننا خبرنا افعالكم، فاتركونا شعبا يحب بعضنا بعضا ويحرص بعضنا على بعض وينتقد بعضنا بعضا ويصحح بعضنا لبعض..

نحن في العراق جسد واحد وان اختلفنا او تقاطعنا، فلا شأن لك ايها البعثي المنبوذ والمطرود والخائب بنا.

علق هنا