وأخيراً عبد المهدي يعترف بالفشل، ويلوح بانتخابات مبكرة وتواصل الحراك في محافظات العراق

بغداد- العراق اليوم:

لأول مرة يعترف رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ويقول اليوم الثلاثاء أن "خريطة طريق إصلاح النظام تتطلب انتخابات مبكرة بقانون عادل"، في حين أكدت رئاسة الجمهورية العراقية أن "الإصلاح المنشود مطلب شعبي ولا يمكن أن يخضع لإملاءات خارجية".

اعتصامات وضغوط

في غضون ذلك، واصل طلاب ومعلمون اعتصاماتهم الثلاثاء في مدن متفرقة في جنوب العراق، تزامناً مع مساعي الأمم المتحدة الضغط على الحكومة لتبني إصلاحات كبيرة في غضون ثلاثة أشهر لمواجهة الاحتجاجات التي تطالب بـ"إسقاط النظام". وتسعى الأمم المتحدة إلى أن تكون عرابة الحل للأزمة العراقية من خلال وضع خريطة طريق واجتماع عقدته مع المرجعية الدينية  العليا في العراق الاثنين. لكن ذلك لم يردع الشارع حتى الآن، فأغلقت معظم المدارس والجامعات في جنوب العراق أبوابها الثلاثاء، بعدما أعلنت نقابة المعلمين إضراباً عاماً في محاولة لإعادة الزخم إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تعم البلاد منذ أسابيع. وعلى الرغم من دعوات السلطات إلى "العودة إلى الحياة الطبيعية"، واصل المتظاهرون المطالبة بنظام حكم جديد وتغيير الطبقة السياسية في بلد يُعدّ من الأغنى بالنفط في العالم، ومن بين الدول الأكثر فساداً. وأسفرت الاحتجاجات الدامية ، عن استشهاد 319 شخصاً، وفق أرقام رسمية. وتحول الحراك في جنوب البلاد منذ نهاية أكتوبر، إلى موجة عصيان مدني. وتظاهر المئات الثلاثاء في مدينة الكوت، وقاموا بجولات لإغلاق المدارس والإدارات الرسمية. وفي الحِلة أيضاً، جنوب بغداد، لم تفتح المدارس أبوابها لغياب المعلمين، فيما قلصت الدوائر العامة عدد ساعات العمل. وفي الناصرية، حيث استشهد متظاهران ليل الاثنين - الثلاثاء وفق مصادر طبية، وفي الديوانية، وهما المدينتان اللتان تعدان رأس الحربة في موجة الاحتجاجات بالجنوب، أغلقت كل المؤسسات التعليمية أبوابها. ذلك الزخم غذاه كلام المرجع الديني  الأعلى في البلاد السيد علي السيستاني، الذي منح غطاء للمتظاهرين في وجه مسعى الحكومة إلى فضها.

خريطة طريق

وأعلنت ممثلة الأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت بعد لقائها السيستاني الاثنين في النجف، إن المرجعية أقرت خريطة الطريق التي عرضتها المنظمة وتتضمن مراجعة قانون الانتخابات في غضون أسبوعين. وقالت بلاسخارت، التي تحل الأربعاء ضيفة على البرلمان العراقي، إن السيستاني  "يشعر بقلق لرؤية القوى السياسية غير جادة بما يكفي لتنفيذ إصلاحات مماثلة".

علق هنا