أياد السماوي يكتب عن حادثة الإسعاف المأساوية، وجريمة إغتيال الشهيد أبو جعفر العلياوي وشقيقه

بغداد- العراق اليوم:

أبو جعفر العلياوي .. يا أيقونة الحياة وعبق الشهادة

كلّما أعيد مشاهدة ذلك الفيديو المؤلم الخاص بسيارة الأسعاف التي أقلّت الشهيدين أبو جعفر العلياوي وأخيه .. تنتابني حالة من الذعر لهذا المشهد الماساوي وهذه النهاية الحزينة التي جسدّت معنيين متناقضين في آن واحد .. مشهد تجسدّت فيه كلّ معاني الخسّة والنذالة والوحشية وفقدان الرجولة .. مشهد أثبت أنّ البعض منّا يعيش في داخله ألف شمر مستّعد لقتل ألف حسين .. وفي الجانب الآخر جسّدّ هذا المشهد المأساوي عظمة معنى أن يعيش الأنسان مجاهداً ويموت بطلاً .. مشهد أختصر انحطاط النظام السياسي والاجتماعي الذي وصل إليه المجتمع العراقي .. وربّ سائل يسأل ما الذي يدفع هؤلاء المتوحشين للإجهاز بهذه الوحشية على جريحين لا علاقة لهما بالفساد وأساطينه ؟ فهل كان الشهيد أبو جعفر العلياوي وزيرا أو نائبا أو مسؤولاً في الدولة ليبررّ للقتلة المجرمين هذا القتل اللا مبرر المملوء بشاعة ووحشية ؟ وهذا لا يعني أن القتل بهذه الطريقة البشعة والمتوّحشة مبررا لأي أحد مهما كان ذنبه وفعله .. كان من المفترض أن ألتقيه للحديث عن معارك العز التي خاض غمارها ضدّ تنظيم داعش , ولكنّي وللاسف الشديد لم أحظ بشرف اللقاء , وتمّ اللقاء به من قبل شريكتي الدكتورة الحسناوي , وحين سألتها عن لقائها به قالت لي بالحرف الواحد ( أبو محمد عمرك خسارة ما التقيت بهذا البطل ) .. كانت الدكتورة الحسناوي تتحدّث عن بطل تجمّعت فيه كلّ الخصال الحميدة وفضائل الأخلاق والشهامة والبطولة وعزّة النفس والتدّين الحقيقي غير المزيّف .. مجاهد عاش حرا كريما ومات بطلاً مغواراً لم يهن ويرتعب من الموت الذي بات أمامه .. كابوس مرعب نحتاج جميعا لفترة طويلة لإزالته من ذاكرتنا .. فيا أيقونة الحياة وعبق الشهادة ستبقى ذكراك أيها الشهيد تعيش معنا ما دمنا أحياء .. عشت بطلا ومت بطلا ايها الشهيد المقتول غدرا وخسة .. لعن الله قاتليك وأخزاهم في الدنيا والإخرة .. الرحمة لروحك الطاهرة والخزي والعار لقاتليك الجبناء الأنذال ..

علق هنا