كأس العالم في “مهب الريح”.. ماذا يعني كتاب “فيفا” إلى اتحاد الكرة العراقي؟

بغداد- العراق اليوم:

تلقى العراق رسالة خطيرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، ينذر فيها بعقوبات قد تطال الكرة العراقية على خلفية الأزمة بين اتحاد كرة القدم ونجم المنتخب السابق عدنان درجال، والتي انتهت حتى الآن إلى سجن اثنين من كبار موظفي الاتحاد العراقي لكرة القدم في سابقة وصفت بـ “التاريخية”. وفتحت الرسالة الباب أمام سلسلة جديدة من الاتهامات المتبادلة بين طرفي الأزمة، حيث يقول المساندون لموقف درجال، إن أعضاء الاتحاد هم من فتحوا النار على الكرة العراقية، حين أرسلوا كتاباً إلى الاتحاد الدولي اتهموا في الحكومة العراقية بالتدخل في عمل الاتحاد، كإجراء لـ “حماية مصالحهم الشخصية”، لكن أطرافاً من الاتحاد ترد بأن الهدف من وراء الكتاب كان إبلاغ فيفا بتغيير توقيع أمين سر الاتحاد صباح رضا، بعد صدور حكم بسجنه، حيث تولى المهمة طارق أحمد. ونص كتاب الاتحاد الدولي لكرة القدم، على طلب نسخة من قرار المحكمة المدنية في العراق ضد موظفي الاتحاد، بالنسخة العربية لـ “تقييم الموقف”، مع طلب آخر بإبلاغ الاتحاد بآخر المستجدات بشأن وضع القضايا المرفوعة أمام محكمة الكأس بشأن الأزمة. كما شدد الاتحاد، على ضرورة فهم الحكومة العراقية أن “الاتحاد العراقي عضو في الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم، ولا يعتبر كياناً حكومياً، وبالنتيجة فإن قرارات الهيئات القضائية في الاتحاد لا تعتبر وثائق حكومية”، وهو ما يعني أن المحكمة العراقية المدنية لم يكن لها أن تقضي بمعاقبة موظفي الاتحاد بتهمة التلاعب بمستندات رسمية!. وأوضح الاتحاد الدولي بـ “شدة”، أن الاتحاد العراقي ملزم وفق قوانين الاتحاد الدولي بإدارة شؤونه بنفسه، دون أي تأثير لا مبرر له من أي طرف ثالث”، مع إبداء الاستعداد لـ “مناقشة الوضع الراهن مع ممثلي الحكومة العراقية، على ان تأخذ الحكومة بالحسبان الموقوع المذكور للاتحاد العراقي لكرة القدم”. بين الاتحاد أيضاً، أن “اعتبار الاتحاد العراقي كياناً حكومياً يعني تأثيراً لا مبرر له وتدخل في شؤون الاتحاد، ما يعني جذب اهتمام مكتب الاتحاد الدولي لكرة القدم نحو عقوبات ضد العراق على مستوى كرة القدم، ومنها الإيقاف المحتمل لاتحاد الكرة”، فيما طلب من الاتحاد إيصال كتابه هذا إلى الحكومة العراقية بأقصى سرعة، مع إرسال نسخة القرار القضائي وأي معلومات حول الأزمة إلى الاتحاد الدولي في موعد أقصاه 29 أيلول الجاري، أي بعد ثلاثة أيام.

كأس العالم في مهب الريح!

الكتاب أثار مخاوف كبيرة من عقوبات قد تعيد الكرة العراقية إلى المربع الأول، أي حرمان العراق من اللعب على أرضه، وإيقاف مشاركاته الرسمية في كافة البطولات بما فيها تصفيات كأس العالم، التي بدأها أسود الرافدين بتعثر امام البحرين. وقال المتحدث باسم اتحاد الكرة العراقي حسين خرسان، إن “الكتاب يعني أن المباراة القادمة أمام هونغ كونغ في ملعب البصرة ربما ستلغى”، مبرراً مخاطبة الاتحاد الدولي بشأن الأزمة بـ “ضرورة إبلاغهم بتغيير توقيع أمين السر”. تصريح خرسان جاء في حوار ضمن برنامج “أستوديو الجماهير” الذي يقدمه الزميل حيدر زكي على قناة “دجلة” الفضائية  لكن نعيم صدام لاعب المنتخب الوطني السابق اعتبر الكتاب محاولة من أعضاء الاتحاد “حماية مصالحهم الشخصية على حساب مصالح البلاد الكبرى”، حيث رأى أن “الاتحاد وضع العراق في زاوية ضيقة عبر إدخال فيفا على خط الأزمة”. قال نعيم خلال الحوار، إن “اعضاء الاتحاد كان يمكنهم الاستقالة لحل الأزمة مع الكابتن عدنان درجال”، فيما برر خرسان موقف الاتحاد بمحاولته “إيجاد حل لتخليص اثنين من كبار موظفيه بعد أن طالهم السجن، في سابقة تاريخية لم يشهدها الاتحاد منذ تأسيسه”. ودعا خرسان الرئاسات الثلاثة ووزير الرياضة إلى المبادرة لمحاولة حل الازمة قبل أن تحل العقوبات بالكرة العراقية. من جانبه قال نائب رئيس اتحاد كرة القدم علي جبار، إن “ما وصلت إليه الأزمة هو منزلق خطير يواجه الكرة العراقية”، مبيناً أنه “دعا إلى اجتماع عاجل لأعضاء المكتب التنفيذي لعرض خارطة طريق حل، تعلن نتائجه فيما بعد في مؤتمر صحافي عصر اليوم الخميس”. وأبدى جبار، استعداده إلى تقديم استقالته في سبيل إيجاد حل، لكنه نفى إمكانية إجبار بقية أعضاء الاتحاد على الاستقالة استجابة لشروط عدنان درجال، فيما شدد بالقول إن “على الجميع أن يحترم خارطة طريق الحل التي سيقدمها وإلا فعليه أن يضرب رأسه في الحائط”. بالمقابل يستعد الكابتن عدنان درجال هو الآخر، لعقد مؤتمر صحفي في الساعة الخامسة من عصر الخميس 26 أيلول 2019، في نادي الصيد ضمن منطقة المنصور، غربي بغداد

رسالة فيفا.. “إستفسارٌ وليست تهديدً”!

لكن مختصين خففوا من حجم المخاوف التي أثارها المتحدث باسم الاتحاد حين وصف مصير الكرة العراقية حالياً بـ “السوداوي والمظلم”. وكتب الإعلامي والمختص بالشأن الرياضي، سلام المناصير، عبر صفحته في فيسبوك: “أطلعت بشكل سريع على رسالة فيفا المترجمة للعربية والتي عرضت في قناة دجلة وكنتُ أتمنى أن أجد النسخة الأصلية، ولكن بناءً على النسخة العربية أقول لكم الآتي:

أولاً – الملا بعث بمسج من خلال الشيخ سلمان لتحريك فيفا، لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم ليس لديه الوقت ليتابع أخبار اتحادات العالم وبخاصة التي لا تتحدث الإنكليزية، إضافة لموضوع الحكم على موظفين.

الملا كما يبدو طلب أن لا يكشف عن رسالتهم هرباً من ضغط الجمهور أكثر فأكثر وحتى من زعل الحكومة المحايدة حتى اللحظة.

ثانياً – رسالة فيفا هي استفسار ليس إلا، فالترجمة المنشورة تقول إن موظفين تم الحكم عليهما بالسجن، فهم لا يعلمون المسببات والتفاصيل، لهذا طلبوا النسخة الأصلية من الحكم باللغة العربية. وهذا الشيء قلته أمس مع الزميل طه أبو رغيف بأن فيفا سيفتح ملفاً لهذه القضية ولن يتهاون إن ثبت تقصير هؤلاء الموظفين فهو لا يتعاطف أو يدافع باطلاً عن الفساد أو التزوير خاصة بعد رحيل بلاتر!.

ثالثاً – صيغة الخطاب تهكمية بناءً على المعلومات المسرّبة لهم من الملا، يقول الاتحاد مستقل واذا ثبت تدخل طرف ثالث فهذا يعني أنه يسبب مشاكل لكم وتصل للإيقاف ربما. الفيفا عندما يعلم بتفاصيل القضية بشكل دقيق سيعلم أن الموضوع مختلف عن التسريب والتوسل!!.

رابعاً – الرسالة تطالب الحكومة العراقية ببيان الرأي لأن الملا أوهم صديقه في فيفا بأن القضاء حكم بناءً على توصية حكومية، وهذا كلام مجافي للحقيقة لأن الحكومة بكل مؤسساتها محايدة ولم تتدخل بل أن وزير الشباب والرياضة كان قريباً وما زال للاتحاد والسيد كامل زغير يشكره صباحاً ومساءً.

خامساً – أطلب من وزير الشباب والرياضة أن يستعجل ويرسل الكتاب لرئيس الوزراء المنشغل بالسياسة والزيارات الخارجية، يكتب كتاباً رسمياً لفيفا ويبلغهم بأن الحكومة العراقية لم ولن تتدخل في عمل الإتحادات كوننا لا نملك السلطة الإدارية على عملها وما حصل هو من قبل مؤسسة القضاء المستقل في البلد ونرفق إليكم تفاصيل القضية ومسببات الحكم النهائي القابل للاستئناف والتمييز. ونقول لهم نحن مستعدون لزيارتكم برفقة ممثل عن القضاء العراقي لبيان الحقيقة الكاملة.

وبين المناصير فيما وصفه بـ “خلاصة” القصة، أن “الاتحاد يريد أن يوهم فيفا بأن القضاء تدخل بناءً على توصية حكومية والموضوع سهل جداً كما أشرت، الوزير غداً صباحاً يبعث برسالة كما طلبتُ منه، ويمكن أيضاً أن يقوم محامي الكابتن عدنان درجال بإرسال تفاصيل القضية ويستند فيها لبنود ولوائح القضاء العراقي المستقل، مع تدعيم الرد ببعض فقرات فيفا القانونية والتي بالطبع لا تسمح للموظفين في الاتحادات الوطنية بارتكاب هكذا مخالفات قانونية. وختم المناصير مقالته بالقول: “لا تقلقوا … لن يكون هناك إيقاف وتجميد، هي حركة من الملا وسيتم إبطالها برسالة واحدة فقط، فيفا لن يسمح للموظف المزور أن يفلت من العقاب سواء كان العقاب محلياً أم دولياً!!!”.

علق هنا