بغداد - العراق اليوم: أفادت مصادر بوصول طاقم السفارة التركية في بغداد الى فندق الرشيد داخل المنطقة الخضراء في وقت متأخر من يوم الاثنين الماضي، طلبا للحماية خوف اقتحام سفارة بلادهم من قبل متظاهري التيار الصدري يوم الثلاثاء.
وتشير وثيقة الحجز الى استئجار 12 غرفة داخل الفندق، والذي من المفترض أن يستمر حتى انتهاء حمى التظاهرات الغاضبة تجاه سياسة انقرة بعد تصريحات أردوغان التي اثارت الشارع العراقي.
وشهدت العلاقة بين بغداد وأنقرة توترا ملحوظا بعدما تحدى أردوغان الحكومة العراقية ورئيسها حيدر العبادي، وأصر على تواجد قوات بلاده في بعشيقة التابعة لمدينة الموصل، والمشاركة في عملية تحرير الموصل الى جانب قوات التحالف الدولي، وهو الأمر الذي رفضته قيادة التحالف واشترطت موافقة بغداد.
وكشف بيان صادر عن وزارة الخارجية "إن الوفد التركي الرسمي الذي وصل الى بغداد الاثنين للتفاوض من اجل انسحاب قواتهم من الاراضي العراقية قدّم افكاراً بهذا الخصوص، إلا انها لم ترق الى مستوى الاستجابة لمطلب العراق بأن على تركيا سحب قواتها من معسكر بعشيقة واحترام سيادة العراق على أراضيه".
ووفق البيان "يؤكد العراق اعتماده على قواته الوطنية البطلة في عملية تحرير الموصل وعدم السماح بوجود قوات اجنبية مقاتلة على الارض العراقية."
واحتشد الاف المتظاهرين صباح الثلاثاء عند مبنى السفارة التركية في بغداد للمطالبة بخروج القوات التركية من العراق.
وتوافد المتظاهرون من مناطق متفرقة من البلاد احتجاجا على تواجد قوات تركية في شمال البلاد، تزامنا مع بدء عملية استعادة السيطرة على الموصل ثاني اكبر مدن البلاد.
واحتشد المتظاهرون على طريق رئيسي امام مبنى السفارة، حاملين لافتات تندد بتواجد القوات التركية في العراق، وسط اجراءات امنية مشددة شملت قطع طرق ونشر قوات لحماية المبنى.
وهتف المتظاهرون الذين رفعوا بمعظمهم اعلاما عراقية "كلا.. كلا للمحتل" و "كلا.. كلا اردوغان " في اشارة الى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
وازدادت حدة التوتر بين العراق وتركيا حيث دعت بغداد انقرة مرارا الى سحب قواتها من معسكر بعشيقة الواقع شمال شرق الموصل المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش منذ اكثر من عامين.
كما حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي من ان انتشار القوات التركية على اراضي بلاده يهدد بحرب اقليمية.
ووصف العراق القوات التركية التي تتواجد في معسكر بعشيقة بـ"الغازية والمحتلة".