عادل عبد المهدي.. دجاجة البارزاني التي تبيض ذهباً!!

بغداد- العراق اليوم:

أحمد عبد السادة

قبل أن يتم اختيار عادل عبد المهدي لشغل منصب رئيس الوزراء قلت في منشور لي بأن حصول عبد المهدي على منصب رئيس الوزراء يعني أن الأكراد حصلوا على منصبي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء معاً، لأن عبد المهدي لن يكون حينها سوى دمية بغدادية في يد دكتاتـــور أربيل مسعود البارزاني. وكل الأحداث اللاحقة أكدت كلامي هذا، إذ لم يوفر عبد المهدي فرصة إلا واستثمرها من أجل إرضاء ذلك البارزاني الإقطــاعي الإنفصــالي الذي لا يشبع من محاولات الهيمنـــة والتوسع وحياكة المؤامـــرات ضد العراق، والذي لا يرتوي من سرقـــة نفط العراق وبيعه وتكديس وارداته في أرصدته وأرصدة أبنائه المصرفية، ولا يتوقف عن تحدي الدولة والتمــرد على القانون وإيواء الإرهــــابيين والمطلوبين للقضاء. لذلك ليس من المستغرب أبداً أن يعلن البارزاني بأن عبد المهدي هو "الفرصة النهائية" للأكراد، وبأنه "لا يجوز بأي حال من الأحوال التفريط بهذه الفرصة" حسب قوله، وذلك لأن البارزاني يشعر بأن عبد المهدي بالنهاية هو الدجاجة الأسطورية التي تبيض له ذهباً. منذ أن حصل على منصب رئاسة الوزراء بدون استحقاق وبلا مؤهلات.. باض عبد المهدي بيضاً ذهبياً كثيراً في سلة البارزاني، إذ قام بإعطاء إقليم كردستان ميزانية تجاوزت نسبتها الـ20 بالمئة، في حين أن ميزانية الإقليم - حسب النسبة السكانية - من المفترض أن لا تتجاوز الـ13 بالمئة، كما قام بمنح الرواتب بأثر رجعي للإقليم من دون أن يسلم الإقليم حتى الآن ديناراً واحداً لخزينة الدولة من واردات النفط الذي يصدره الإقليم حسب الاتفاق المجحف أصلاً والذي نص على تسليم الإقليم واردات 250 ألف برميل يومياً للحكومة الاتحادية، في حين أن الإقليم يصدر أكثر من 600 ألف برميل يومياً تذهب وارداتها في جيوب البارزاني وعائلته، وذلك فضلاً عن قيام وزير المالية "اللـــص" فؤاد حسين بتحويل مئات المليارات من الدنانير إلى حساب حكومة إقليم كردستان بشكل غير قانوني وبتــواطؤ ومباركة من قبل عادل عبد المهدي. إن خضوع عبد المهدي المخـــزي للبارزاني هو الذي شجع مؤخراً المتحدث بإسم حكومة إقليم كردستان ليقول بأن "الحكومة العراقية مديونة بـ80 مليار دولار لحكومة الإقليم"!!. وليس مستغرباً أبداً أن يقوم عبد المهدي بمنح هذا المبلغ للبارزاني، بل ليس مستغرباً أيضاً أن يمنح كركوك ونفطها للبارزاني، فالذي يرتضي أن يكون دجاجة في مفقس رئــيس عصـــابة انفصـــالي، هو شخص مستعد لفعل كل شيء. كمواطن عراقي أشعر بالعـــار لأن عادل عبد المهدي هو رئيس وزراء العراق، ولهذا سأنتظر بلهفة ذلك اليوم الذي ستتم فيه إزاحتـــه من منصبه الذي تحول إلى أكداس من البيض الذهبي في سلة البارزاني.

علق هنا