في شهر عاشوراء الثورة الحسينية، شعراء مدينة الصدر يتوجهون بقصائدهم نحو (كعبة الأحرار) ..

بغداد- العراق اليوم:

إتساقاً مع الأجواء الوجدانية والعاطفية التي صنعها ويصنعها عاشوراء الحسين كل عام، وتفاعلاً مع الحدث الثوري العظيم، الذي هز  شجرة التاريخ بقوة، وأسقط كل أثمار الحرية والإنعتاق من العبودية التسلطية الغاشمة فوق أرض عراق المجد والصبر والتضحيات، تسابق شعراء القصيدة الشعبية في مدينة الشعر، مدينة الصدر - كباراً وشباباً - مسرعين نحو منصة الإبداع التي أقامها لهم منتدى المدينة ليحتفيون معه عبر المهرجان الحسيني السابع الذي يحمل شعار -كعبة الأحرار -  ويرفعون عالياً قبعات الشعر والفخر والمجد لسيد الفخر والمجد والتحرر أبي عبد الله الحسين، وسط جمهور شبابي كبير أكتظت به قاعة المنتدى، يتقدمه المهندس كاظم مسير ياسين مدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية، وتحضره أسماء بارزة أخرى أعطت للمهرجان بعداً ومناخاً تنوعياً رائعاً.. في البداية ألقيت بالنيابة عن الرئيس الفخري لمنتدى المدينة الشاعر فالح حسون الدراجي، كلمة قد جاء فيها :

 " بسم الله الرحمن الرحيم

 وبسم الحسين العزيز الكريم ..

بسم الله وبسم العراق الذي تعطرت أنفاسه بأريج جرح الحسين، وتوظأت أرضه بضياء نور الحسين ..

بسم الله وبسم الشعر الذي يكتب عن مجد الحسين، وزهو فداء الحسين ..

بسم الله، وبإسمكم يا شعراء الحرية، وصاغة الجمال، ومنتجي الروائع على طول وعرض الإبداع العراقي الزاخر .. إسمحوا لي اليوم أن أحييكم وأنتم تتألقون في هذا الملتقى العاشورائي الشريف، وأبارك لكم منصتكم العالية أبداً بالموقف الوطني والعقائدي، والزاهرة بالشعر والجمال، والمكتنزة بالحضور الذي لا حضور أنبل منه، وبالتجمع الذي لا تجمع أروع منه .. وهل هناك أروع من هذه الكوكبة الشعرية اللامعة، أو أعظم من حضور القصيدة الحسينية في عاشوراء الجرح ؟

أحييكم زملائي، وأحبتي من على بعد آلاف الأميال، لأبعث إليكم حيث تكونون في هذه اللحظات المباركة، وأقبل جباهكم المضاءة بوهج الإنتماء الطاهر، والثم أصابعكم الكريمة التي سطرت وتسطر بالزهو قصائد الوجد لسيد الشهداء أبي عد الله الحسين، راجياً منكم قبول اعتذاري عن مشاركتكم هذه الفعالية المشرفة مشاركة عضوية، لكنكم حتماً تعلمون، بل وواثقون أيضاً  من أن روحي تحلق الساعة معكم وأنتم تتغنون بجماليات العشق الكربلائي في منتداكم هذا .. ختاماً اسمحوا لي ان أشكر لكم نبلكم وكرمكم، وحضوركم، وإبداعكم الثر.. وكل عاشوراء وقصيدتكم أشد لمعاناً، وأزكى عطراً، وأبلغ أثراً .." بعدها تواصل الشعراء الكبار والشباب على منصة المجد الحسيني شاعراً بعد آخر، وهم ينفثون عبق الإبداع على رؤوس وارواح وأفئدة الحضور المعطر بحب سبط الرسول .. فكان لحضور فارس القصيدة المجاهدة، وقنديل المدينة الأخضر جواد الحمراني أثر كبير، في إنارة المهرجان، فإرتجل أبو محمد قائلا:

" حچت باسمك غفل ولسانها تفطّر

روحي البلچذب مامرها يوم اخضر

على چتاف النهر من ياعطر بديت

دوّخت الحمام، يطير لو يفتر ؟ "

ثم ارتقى الشاعر الكبير علي اللامي، الذي حلق مع الجمهور طائراً نحو كعبة الأحرار، مغرداً أحلى تعاويذ الجمال، وشادياً بأحلى أناشيد الوجد والعشق الحسيني الطاهر.. بعدها توجه الشاعر كريم دخيل بكل سنين شعره الطويلة والثرة، ليخاطب الحسين والأسى يفطر قلب قصيدته لما جرى لإبن بنت رسول الله، وأهل بيته، واصحابه ومناصريه من ويلات ومصائب، فكان أبو فراس كما عرفته المنصة الشعرية فارساً واثقاً من زمام إبداعه  ..

وهل لي أن أحدثكم عن أول الصاعدين للمنصة بزهو الشباب ودفق الفتوة الشعرية؟

نعم، دعوني أرحب به .. إنه سلوان المحمداوي سليل أسرة الشعر، والإبداع التي أنجبت الشاعر الكبير جليل صبيح، فكان سلوان صوتاً واثقاً وغصناً زاهراً من أغصان هذه الشجرة المعطاء .. لقد قرأ سلوان شعراً فأبدع في ما قرأ وقال.. وكان للصوت الشعري المؤثر علي خلف حضور مجلجل في هذا المهرجان .. كيف لا، وجواد إبداعه يتقدم الصفوف دائماً وأبداً في ميادين الفروسية الشعرية؟ ونفس الشيء يقال عن الأصوات الشعرية الشبابية التي أجبرت الحضور على مقاطعتها بالإعجاب تارة والتصفيق الحار تارة أخرى، نعم فشعراء مثل أحمد معلة وحسين عدنان، ورسول المندلاوي وغيرهم من المواهب الكبيرة، والأصوات الشعرية الحاضرة التي سيكون لها تاريخ ومستقبل وتأثير حافل وفاعل في حركة الشعر الشعبي العراقي الحديث.  بعد أكثر من ساعتين، إنتهى المهرجان الشعري ل( كعبة الأحرار السابع) الذي أقامه منتدى المدينة، بتحية وسلام ووداع حار من راعي المهرجان المهندس كاظم مسير ياسين، انتهى المهرجان لكن ألق  الشعر، وعطر المعنى ظل عالقاً في المكان والزمان والنفوس، مثلما بقي ويبقى وهج وضياء شعلة الحسين المنيرة اخضر الى الأبد.

علق هنا