العاني يصف ذكرى “الثامن من آب” بـ “يوم النصر”.. وباحث يرد: سليماني لا يتفق معك

بغداد- العراق اليوم:

نشر الباحث العراقي البارز حارث حسن، الجمعة، منشورا مطولا، تعليقا على ما كتبه السياسي العراقي ظافر العاني، بشأن ذكرى إعلان وقف إطلاق النار بين العراق وإيران، بعد حرب استمرت ٨ أعوام، وانتهت في ٨ – ٨ – ١٩٨٨. وجاء في نص المنشور،“لا احب المشاركة في هوجات الفيسبوك، لكن لفت نظري يوم أمس “٨ – ٨ – ٢٠١٩”، حجم الخلاف حول الحرب العراقية-الايرانية، وأثار انتباهي تعليق للدكتور ظافر العاني، الذي عرفته استاذا حصيفاً للعلوم السياسية، قبل ان يصبح سياسياً، حين وصف يوم ٨ – ٨ بيوم النصر (وتحدث عن انه لم يكن هنالك مفر من الحرب)، وهو موقف مفهوم ان كان غرضه التعبير عن مشاعر غضب تجاه النفوذ الايراني السلبي في العراق اليوم، لكنه لا يمكن أن يكون تحليلاً صائباً من وجهة نظر العلوم السياسية”. وقال حسن، وهو “باحث أول” في مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط، “ببساطة، النصر في الحرب يعني انك تخرج منها وقد حققت على الاقل الحد الأدنى من اهدافك التي دخلت الحرب من أجلها”، مستعرضا تسجيلا لـ “جلسة جمعت صدام حسين مع أعضاء القيادة القومية، وهو يبلغهم بقرار اجتياح بعض الأراضي الايرانية من أجل استعادة المناطق التي اعتقد النظام حينها بأنها يجب أن تكون جزءاً من العراق، والغاء اتفاقية الجزائر التي عبّر صدام حسين عن مرارة لأنه اضطر لتوقيعها عام ١٩٧٥”. يضيف حسن، “كان صدام حسين يتحدث عن عملية عسكرية خاطفة، تستثمر الضعف الايراني بعد الاطاحة بالشاه، من أجل فرض أمر واقع ودفع الايرانيين لاحقاً الى قبوله – ولو عبر المفاوضات”. وتابع، “استمع صدام حسين لاراء رفاقه ومخاوفهم. قالوا له انها قد تتحول الى حرب طويلة، ان الاتحاد السوفيتي لن يصطف معنا في الحرب، ان الولايات المتحدة قد تسعى لاستثمارها كي تستنزف الطرفين، ان الظرف الدولي الراهن قد لايستمر طويلاً (أزمة الرهائن، مثلاً)”، مشيرا إلى أن صدام قرأ “الاوضاع والتوازنات قراءة خاطئة”.كما نشر الباحث العراقي جزءا من الرسالة المعروفة التي بعث بها صدام حسين الى رفسنجاني في أب ١٩٩٠، “أي بعد احتلال الكويت، وفيها يعلن العراق قبوله بالعودة الى الحدود التي كانت قائمة قبل ١٩٨٠، وبذلك – يقول مخاطباً رفسنجاني- (تحقق كل ما أردتموه)، وهنالك فقرة أخرى اتذكرها جيداً لكنني لا امتلك النص الكامل للرسالة، تقول (وكأن شيئاً لم يكن)”. ويرى حسن أن “مانحتاجه لفهم تلك المرحلة ليس ترويج الانطباعات وركوب عواطف الجمهور، فهذا أمر سهل ويسير ويفعله كل الشعبويين اليوم، بل اعادة تفحص تلك المرحلة وفهم دروسها”، مضيفا أن “ليزا بيليس، استاذة العلوم السياسية في جامعة ستانفورد، قضت عامين تدرس وثائق البعث، والفت كتاباً عن نظام صدام كانت اطروحته الاساسية هي ان القرار الخاطئ الأول، أي قرار الحرب، مهّد لسلسلة من القرارات الخاطئة الأخرى، لينتهي الأمر الى ما انتهى اليه”. وقال حسن، “بحلول عام ١٩٨٢ كان الوضع الاقتصادي للعراق منهك جداً بسبب تراجع اسعار النفط وتكاليف الحرب، الحرب التي تصور صدام حسين انها ستكون عملية خاطفة”. ويضيف، “بعد نهاية الحرب كان لدى العراق جيش كبير وديون كبيرة ووضع اقتصادي صعب. هل تسرح الحكومة كل جيوشها وهي غير قادرة على توفير فرص العمل لهم؟ كيف يمكن ان تنتقل من جو المعركة التي أجلت كل ماعداها الى جو السلام واستحقاقاته بميزانية فارغة؟”. وتابع، “كان الوضع الدولي يتغير والاتحاد السوفيتي يلفظ انفاسه الأخيرة، قرر صدام حسين ان يهرب الى الامام، فاحتل الكويت”، مشيرا إلى أنه “قرار خاطئ آخر دفع البلد ثمنه هزيمة عسكرية نكراء (ايضا اعتبرها النظام نصراً)، عزلة دولية لامثيل لها في بلد يعتاش على تصدير النفط، وحصار اقتصادي قاسٍ تسبب بمزيد من الانهاك لجهاز الدولة والى كوارث اجتماعية واقتصادية يعرفها الجميع، وبالطبع، أدّى الى انشاء لجان للتفتيش عن اسلحة الدمار الشامل، التي سيصبح الخلاف معها مبرراً لاحتلال القوات الأميركية للعراق عام ٢٠٠٣”. وتساءل الباحث حارث حسن، “هل كان قرار الحرب على ايران لا مفر منه فعلاً؟ وهل انتصر العراق فيها حقاً؟”، مشيرا إلى أن الجنرال قاسم سليماني، الذي كان مقاتلاً في تلك الحرب، لا “يشارك د. ظافر (العاني) هذه الرؤية. على الأرجح هو يتذكر تلك الحرب كمحطة اولى انتهت الى ما انتهت اليه الامور اليوم، حيث يقرر هذا الجنرال مصير الحكومة العراقية”.

علق هنا