الناقلة بالناقلة والبادئ أظلم.

بغداد- العراق اليوم:

أحمد عبد السادة

نظرية "العين بالعين والسن بالسن" التي تتبعها إيران بالتعامل مع خصومها - وبالأخص أمريكا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي - يبدو أنها النظرية الوحيدة التي تصلح للتعامل مع هؤلاء الخصوم، بل يبدو أنها النظرية الوحيدة التي يفهمها هؤلاء الخصوم، وذلك لأن هؤلاء الخصوم لا يفهمون ولا يحترمون سوى منطق القوة وتعامل "الند للند". استناداً لتلك النظرية احتجزت إيران الناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو"، رداً على قيام بريطانيا باحتجاز الناقلة الإيرانية "غريس1" في مضيق جبل طارق، ويبدو أن بريطانيا استلمت الرسالة وفهمتها جيداً، وأنا متأكد بأنها ستقوم سريعاً بإطلاق سراح الناقلة الإيرانية مقابل قيام إيران بإطلاق سراح الناقلة البريطانية، وأنا متأكد أيضاً بأن بريطانيا - بعد انتهاء هذه الأزمة - ستتحاشى لاحقاً احتجاز أية ناقلة إيرانية تجنباً للإحراج وحفاظاً على مصالحها، وقد بدا ذلك واضحاً في تصريح وزير الدولة البريطاني جيمس بروكنشير حول الموضوع حين أكد بأن "لندن لا تزال تحاول القيام باتصالات دبلوماسية مع طهران حول المسألة"!!. وهنا أقول بأنه لولا قيام إيران باحتجاز ناقلة بريطانية لما فكرت بريطانيا أصلاً بالطرق الدبلوماسية، ولما فكرت أصلاً بإطلاق سراح الناقلة الإيرانية، بل كانت ستفكر بالعكس وتقوم باحتجاز أكثر من ناقلة إيرانية في أكثر من مكان لولا الخطوة الإيرانية "الندية".

لقد صدق المتنبي عندما قال:

فما ينفعُ الأُسْدَ الحياءُ من الطَّوى

ولا تُتّقى حتى تكونَ ضواريا

علق هنا