وأصبح الحاكم العادل بريطانياً لا (عربيا) ولا (مسلما) وبماذا أمر صدام؟

بغداد- العراق اليوم:

وفيق السامرائي

بهذه الكلمات رديت على طارق عزيز بمقال بصفحة كاملة في جريدتين خليجيتين معا قبل أكثر من عشرين عاما، ردا على تهجمه عليّ لتمردي على نظام صدام بسبب استبداده وحروبه المتهورة التي دمرت العراق والفقراء، وَرَدَّ صدام على ذلك بأمرٍ بخط يده: (إذا ألقيتم القبض على هذا المجرم/ الخائن يعدم حرقا)، ونَفَّذَ الدواعش (أفكاره) بحرق أسرى بعد عقدين.

باستثناء حالات قليلة، الفساد منتشر بشكل شنيع (في دولٍ عدة) عربية وإسلامية من دون رادع ديني ولا وطني ولا (قومي) ولا حكومي ولا ضمير.

أما هنا في بريطانيا فلا يوجد شيء اسمه فساد قطعا، وهنا العدل والمساواة دون سؤال وتمييز بين الأفراد وأديانهم وأصولهم ومعتقداتهم، والثروة تخصص لخدمة الشعب ومعيشته بعدل وإنصاف ونسبة كبيرة جدا منها تذهب إلى ذوي الدخل المحدود، والكذب والكراهية جريمتان يحاسب عليهما بشدة، وآلية الحياة تجري دون أي تعقيدات ولم نراجع دائرة خدمية ولا غيرها ولا مرة (واحدة) منذ وجودنا هنا قبل أكثر من عشرين، فطبيعة الحياة انسايبية بارتياح تام.

أكتب هذا ليس تنكيلا بجماعة أو معتقد أو دولة، بل لتعميم ثقافة الاصلاح (عسى) أن يستفق مسؤولون من حالة الظلام. ولكن.....، مع عدم انكار وجود دول وحكومات عربية وإسلامية عادلة.

دول عربية ثرية جدا أثرى الماسكون بالحكم فيها ثراء فاحشا وما تقدمه للفقراء ليس إلا فتاتا، ومثل هؤلاء ينظر إليهم الفقراء والأحرار كافة بما يستحقون ولا أحد يعطيهم اهتماما شخصيا يُنَفِسَ عُقَدَهُمُ من شعوب العالم الحر.

مع ذلك، يتحدثون عن الوطن العربي الواحد والعالمين العربي والإسلامي! بدل أن يتحدثوا عن إنصاف الفقراء والكادحين!

بلاد عظيمة بخيراتها (وتاريخها /القديم جدا/) وشعوبها، لكن حقوق الفقراء والناس منتهكة في العديد منها.

علق هنا