العراق والبحرين.. ازمة الساعات الـ 16 تنتهي باتصالين.. هذا ما لم يتوقعه أحد

بغداد- العراق اليوم:

كادت محاولة اقتحام السفارة البحرينية في منطقة المنصور بالعاصمة العراقية بغداد، أن تشعل فتيل ازمة مع مملكة البحرين، الا أن الإجراءات السريعة التي اتخذتها الحكومة العراقية، ساهمت بإطفاء نيران ما وصفه نواب عراقيون بالفتنة، الامر الذي لاقى ترحيباً وتقديراً عالياً من المنامة. فبعد قيام العشرات من الأشخاص باقتحام السفارة البحرينية بعد الساعة 9 مساء ،الخميس 27 حزيران 2019، ، تنديداً بـ"صفقة القرن" وورشة المنامة، التي عقدت في البحرين "لإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي"، سارع وزير الداخلية العراقي، ياسين طه الياسري، بالتوجه الى مقر السفارة، وبعد وصوله اصدر امراً بتشكيل مجلس تحقيقي بحق امر قوة الحماية الخاصة بسفارة البحرين، والقبض على كل من شارك باقتحام السفارة، الامر الذي أدى الى اعتقال 54 شخصاً يشتبه بكونهم من المتورطين. فيما أصدرت الحكومة العراقية، بياناً عبرت فيه عن "اسفها" لما قام به بعض الاشخاص في السفارة البحرينية، مشددة على القوات الأمنية باتخاذ كافة الإجراءات الحازمة والفورية، بحق كل من حاول المساس بأمن السفارة وموظفيها، وإحالتهم للقضاء. وأكدت الحكومة في بيانها، "حرص العراق على أمن السفارات والبعثات الدبلوماسية فيه"، لافتة الى أنها "لم تسمح ابداً بتكرار مثل هذه الأفعال". إجراءات الحكومة العراقية، السريعة التي ساهمت بحماية السفارة البحرينية من تطور لا يحمد عقباه قد يؤثر على حياة عاملين فيها ، قوبلت بالثناء والتقدير من الملك البحريني حمد بن عيسى أل خليفة، الذي أكد في اتصال هاتفي مع الرئيس العراقي برهم صالح، "اعتزاز بلاده بعمق العلاقات الأخوية مع العراق وشعبه، والعمل المشترك من اجل المضي بتلك العلاقات لآفاق ارحب على مختلف الأصعدة، وعلى كافة المستويات بما يدعم مصالحهما وردع كل من يحاول الإساءة اليها". من جانبه، شدد الرئيس العراقي، على أن العراق لن يسمح ابداً بالنيل من تلك العلاقات الوثيقة مؤكداً اتخاذ الحكومة لاجراءات من شانها محاسبة جميع المتورطين بحادثة الاقتحام ومن قصروا في واجبهم بحماية السفارة. قبيل ذلك .. أجرى وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، اتصالا هاتفيا مع نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة ، اعرب فيه عن إدانته لاقتحام عدد من المتظاهرين لمقر السفارة البحرينية، مؤكدا التزام العراق بأمن البعثات الدبلوماسية، ومنها سفارة مملكة البحرين"، ومشددا كذلك على أن "مثل هذه الأحداث لن تؤثـر في مستوى العلاقات، أو التمثيل الدبلوماسي بين البلدين". اصرار بغداد هذا رد عليه بارتياح من المنامة حيث اعرب "آل خليفة عن تفهم البحرين لما حدث"،  مؤكدا أن "مثل هذه الأفعال لن تؤثـر في العلاقات الأخوية الثنائية" ، في مشهد بدد مخاوف كثيرين من ان الازمة قد تتطور لقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل ان يحدث ما لا يتوقع بأن تنتهي باتصالين سريعين ومهمين جداً. اخرهما كان بعد الساعة 1 ظهراً بتوقيت بغداد ، اطفئا نيرانا كادت ان تحرق العلاقات المتنامية بين البلدين والتي شكلت مع تطور اخر في العلاقات مع دول خليجية اخرى قمة الانفتاح العربي على العراق والذي بقيت بغداد بانتظاره منذ عام 2003. وعقدت في البحرين يومي 25-26 حزيران اعمال ورشة المنامة الاقتصادية برعاية الولايات المتحدة لترويج ما اسمته بصفقة القرن لانهاء الصراع الفسطيني - الاسرائيلي.

علق هنا