الكرد يستثمرون (علاقتهم) مع عبد المهدي، فيبعثون بنيحرفان الى بغداد لصياغة قرارات حكومية جديدة في جميع الملفات الخلافية

بغداد- العراق اليوم:

في زيارة هي الأولى له بعد تسلمه منصب رئيس إقليم كردستان العراق، وصل ظهر اليوم الخميس، نيجيرفان البارزاني إلى بغداد على رأس وفد كردي رفيع، للقاء رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي. الزيارة التي قد ترسم ملامح العلاقة المرتقبة بين بغداد وأربيل تشير بداياتها إلى عدم تغير المواقف الكردية تجاه تلك الملفات العالقة، وفقاً لمصادر مطلعة على تفاصيل الزيارة، والتي أكدت أنّها فتحت ملفات الخلاف بين بغداد وأربيل.

وفور وصوله إلى بغداد، عقد البارزاني اجتماعاً مع عبد المهدي، وبحسب مسؤول حكومي مطلع، فإنّ "نيجيرفان أكد لعبد المهدي دعم أربيل لحكومته"، مبيناً أنّ "الطرفين بحثا سبل تضييق مساحة الخلاف بين حكومتي المركز والإقليم، والملفات الحساسة التي تحتاج إلى توافق". وأشار المسؤول الحكومي، إلى أنّ "الملف الأبرز في المباحثات هو ملف كركوك، وعائدات النفط المصدر من قبل الإقليم"، مبيناً أن "الكرد يطرحون الآن خارطة طريق جديدة بالنسبة لوضع كركوك تتضمن شراكة للبشمركة بالملف الأمني، وهو ما تجده بغداد غير مقبول مع وجود القوات الاتحادية العراقية فيها، كما أن كتلاً وقوى سياسية عربية وتركمانية تعارض ذلك". ولفت إلى أنّ "البارزاني أكّد لعبد المهدي أنّ التقارب بين الطرفين يعتمد على التقارب في تلك الملفات، وأنّ الكرد يترقبون موقف عبد المهدي وقراراته بشأن تصفية تركة الحكومات السابقة". وبين أنّ "وجهات نظر البارزاني، مطابقة لرؤى قادة الإقليم في المرحلة السابقة، ما يعني صعوبة حسم الخلاف في تلك الملفات خلال الفترة المقبلة". من جهته، أكد النائب عن تحالف البناء، علي الغانمي، أنّ "زيارة البارزاني إلى بغداد مهمة للغاية، وأنها ستبحث ملفات عدّة، من أهمها النفط، وما يتعلق بحقوق الإقليم والحكومة الاتحادية، والتي ستكون على رأس المباحثات، لترتيب الأوضاع بين بغداد وأربيل، حتى لا تتجدد الخلافات والمشاهد السابقة بين الطرفين". وأكد الغانمي، في تصريح صحافي، أنّ "ملف الحدود والمنافذ وحركة التجارة أمور تتطلّب تنظيماً ونقاشاً لطي الخلافات، وعلى رأسها مستحقات الإقليم النفطية"، مضيفاً "سيتم أيضاً بحث ملف المطلوبين للقضاء العراقي، ومن تجاوز على المال العام، والذي يتطلّب عدم حماية أي مطلوب من قبل النزاهة". وكان برلمان كردستان قد انتخب في منتصف الشهر الجاري، نيجيرفان البارزاني رئيساً للإقليم، فيما أبدت بغداد تفاؤلا بحل الأزمات مع أربيل. وتريد بغداد رسم ملامح علاقة جديدة لها مع إقليم كردستان في ظل تولي نيجيرفان البارزاني رئاسته، محاولة "جسّ النبض" لمعرفة توجهاته في هذا الإطار، خاصة أنّ له مواقف بحوارات ووساطات خاضها للتهدئة بين الطرفين في فترات سابقة. يشار إلى أنّ الخلافات الأبرز بين بغداد وأربيل تتعلّق بالمناطق المتنازع عليها بين الطرفين، وإعادة البشمركة لها، وتسليم عائدات النفط، وتنظيم عمل الحقول النفطية المشتركة، ورواتب البشمركة وغيرها من الملفات التي لم تحل طيلة فترة الحكومات السابقة.

علق هنا