بمباركة مخزية من القوى السياسية العراقية .. عائلة البرزاني تنقل السلطة الى الجيل الثاني لمملكة كردستان !!

بغداد- العراق اليوم:

فجرت مراسم تنصيب نيجرفان البرزاني لرئاسة اقليم كردستان العراق خلافاً وجدلاً في الأوساط السياسية والشعبية، وسط تعالي الأصوات المنددة بما وصفته بالمهزلة بعد تقاسم السلطة في الأقليم الذي يضم قرابة الـ 4 ملايين كردي عراقي، حيث اوصل رئيس الحزب " الديمقراطي" الكردستاني مسعود البرزاني ابن اخيه نيجرفان الى رئاسة الأقليم بعد سنوات من استيلائه على هذا المنصب، فيما ضمن لنجله " مسرور" منصب رئاسة الحكومة في الأقليم، فيما أبعدت القوى والتيارات الكردستانية عن المشهد السياسي، واستمرت هذه العائلة بالإمساك بمفاصل السلطة السياسية والمالية والقبلية، فيما عد مراقبون تحدثوا لـ " العراق اليوم"، هذا الحدث بمثابة نهاية مفجعة للمشروع الديمقراطي التعددي في العراق، وانتقالاً غير سلمي ولا شعبي للسلطة المتركزة في عوائل بذاتها، في مسار لا يصح الا مع الأنظمة الملكية المطلقة. وقال الخبير في الشؤون السياسية الكردية، عماد داخل لـ " العراق اليوم"، أن " هذا المشهد الذي جرى بمباركة سياسية عراقية، ومشاركة واسعة لم تشهدها مراسم تنصيب رئيس الجمهورية برهم صالح، ولا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أنما يشير بدلالة واضحة الى عقم التجربة السياسية في العراق، وشيوع ثقافة العوائل الحاكمة بدلاً من ثقافة الانتقال السياسي والسلس للسلطة من تيار الى أخر وجماعة وأخرى ". ورأى داخل، أن " هذه العملية انما كرست بالفعل مفهوم الاحزاب السياسية العائلية، وأقصت والى الأبد أي أمل بأن يتم بناء تجارب ديمقراطية قائمة على التعددية، وتقديم الكفاءة والخبرة والمقبولية على غيرها، والا هل يعقل أن يخلو الأقليم من شخصية ذات ثقل وتجربة ليتولى شاب غر كنيجرفان برزاني هذه المسؤولية الكبرى، فيما كل مزاياه هو أنه نجل أدريس شقيق مسعود برزاني ". الى ذلك انتقد الكاتب والصحفي مازن الزيدي في مقالة نشرها، وتابعها ( العراق اليوم) ما أسماه الانتقال من مرحلة المحاصصة الى نادي الثوريت السياسي، وقال الزيدي في معرض مقاله " ما حصل قبل وبعد انتخابات ٢٠١٨، ان بارونات العملية السياسية غادروا المحاصصة بمعناها الاول بشكل فعلي، لكنهم انتقلوا الى نادي التوريث؛ بما يعني تبدّل اللاعبين ولكن بقاء نفس المعادلة. اي بقاء الأدوار وتغير باللاعبين. وهذا تكتيك معروف تلجأ إليه الاحزاب الحاكمة في العالم الثالث، لامتصاص الاستياء المجتمعي، وايهام الشعوب بالاصلاح والمراجعة. واضاف " ومن هنا فلم يعد الرهان على الزمن مجدياً في مغادرة المحاصصة بمغادرة اقطابها واعتزالهم، بعد ان تم اعداد جيل جديد لوراثة الاباء والاجداد. مشيراً " فعلى المستوى الشيعي، سجّل التيار الصدري اول دخول له في نادي التوريث بعد اعلان "تحالف النواة" في اجتماع فندق بابل، الى جانب حليفه التيار الحكيمي؛ الذي كان مؤسساً لهذا النادي وصاحب امتيازه. وتابع الزيدي " ويعتبر تقديم احمد الصدر على شيوخ ومخضرمي العملية السياسية كاياد علاوي وصالح المطلك وحيدر العبادي، بمثابة اعلان ولادة جيل جديد يرث البيت الصدري؛ الذي يصرّ على بقائه تياراً وليس حزباً يخضع لقواعد العمل المعروفة. واشار ايضاً " كردياً فقد كان نادي التوريث اكثر عراقة ورسوخاً في المشهد السياسي منذ انتقلت كارزما ملا مصطفى بارزاني الى ابنائه ادريس ثم مسعود، فرعا العائلة المتنازعان على الزعامة. وتابع أيضا "  وبإعلان الحزب الديمقراطي الكردستاني ترشيح كل من نجيرفان نجل ادريس بارزاني لرئاسة اقليم كردستان، ومسرور نجل مسعود لترؤس حكومة الاقليم يكون نادي التوريث الكردي يفتح ابوابه للجيل الثالث من احفاد ملا مصطفى. يتزامن ذلك بعد ان حجز الجيل الثاني من اسرة طالباني مقاعدهم مسبقاً متربعين على قيادة حزب تشكل اصلاً لمواجهة الاقطاعية السياسية. واردف " وقد يغري تضخم التراكم المالي والسياسي بعض الزعامات السياسية بحجز مقاعدهم في نادي التوريث كوسيلة وحيدة للبقاء في دائرة التأثير وحماية المصالح.على ان التوريث السياسي، الذي يتجلى عبر تكريس زعامات الاحزاب العائلية، لا يعتبر ظاهرة جديدة على العمل الحزبي في العالم. فهناك امثلة معروفة في الهند وباكستان ولبنان والسودان وفرنسا من الاحزاب العائلية التي تركت بصماتها المؤثرة في تاريخ تلك البلدان.لكنّ نموذج التوريث السياسي في العراق لا ينتمي الى النمادج المعروفة؛ بالكثير من خصائصه وتفاصيله، بل يكاد يكون صناعة محلية فريدة بامتياز.فليس هناك بلد يضم هذا العدد من الاعضاء في نادي التوريث السياسي، كما هو الحال في العراق. وحتى بالنسبة الى النموذج اللبناني فإنه يختلف عن مثيله العراقي بكونه يمثل امتداداً واقعياً لتاريخ من الزعامات الاثنية والطائفية التي اتفقت على تشكيل لبنان على اسس فئوية. ولفت ايضًا  " اذن، فنحن امام تحول اخطر في نظام المحاصصة التي انتقلت من الاطار السياسي المعترف به والمعمول به منذ ٢٠٠٣، الى محاصصة العوائل والاحزاب الوراثية التي تفصّل الدولة والدستور بما يكرّس بقاءها".

علق هنا