الجنوب “يغلي” مجدداً.. “صيف البصرة” أم “صيف داعش”؟

بغداد- العراق اليوم:

مع ارتفاع درجات الحرارة بدأ الشارع البصري يغلي سريعاً مهدداً بتفجر موجة احتجاجات جديدة أشد من تلك التي شهدتها المدينة وجنوب البلاد، العام الماضي، عبر دعوات أطلقها، الأحد، ناشطون في التواصل الاجتماعي- لتجديد “ثورة الغضب” – بهاشتاكات مختلفة مثل  (#راجعليكم) و (#هنا البصرة). ورصد العراق اليوم صفحات لمدونين عبر الفيسبوك، نشرت انه “في هذا الصيف ستكون لنا صولة، فيها يُلتَهم جمـيع الفـاسدين والخـونة.. سنبدأ من حيث انتهينا ولا رجعة للوراء.. #راجعيلكم في 20/6/2019”. وقالت انه “اذا بقي الاغلبية من ابناء المحافظة صم بكم لن يتغير وضع البصرة ابدا .. وعلى الشباب البصري مواكبة الاحداث والحضور في ساحات التظاهر ليكون لهم موقف في نصرة محافظتهم وترك العواطف الحزبية لاجل هيبة البصرة وارجاع حقوقها التي تسرق بشكل يومي وتذهب خيراتها الى المافيات في احزاب السلطة”. ودعت، جميع اهالي محافظة البصرة إلى “التظاهر وابعاد كل مندس مخرب عن هذه الانتفاضة”، فيما هددت بالقول : “ليعلم الفاسد وحزبه ان رجال البصرة وشبابها الواعي هم على قدر المسؤولية ..ولكن لن يسكتوا هذه المرة عن اي ظلم”، مع رفع شعارات تشير إلى انعدام الخدمات في المحافظة مثل “البصرة تنهار البصرة تظلم .. البصرة تسرق”. ويطالب المتظاهرون بتوفير الخدمات وتحسين الواقع المعيشي، وإنهاء الفساد المالي والإداري المتفشي في دوائر الدولة ومؤسساتها، وإيجاد فرص عمل للعاطلين. لكن وزير الأمن الوطني السابق رأى، أن الصيف القادم سيكون “صيف داعش” وليس “صيف البصرة” بالنظر لـ “التداعيات السريعة والتحولات الدراماتيكية التي طرأت على ميدان الصراع مع داعش خلال الفترة القريبة الماضية”. كما شدد الوائلي، على ضرورة “مراكمة الجهود العسكرية والأمنية بعد احراز الانتصار النوعي الكبير الذي تحقق ضد داعش بتحرير الموصل وبقية الأراضي العراقية التي كانت محتلة لكن ذلك لم يحدث وحدث ان تحركت الفلول الداعشية للتقليل من وهج الانتصار الكبير وكسر الحالة الوطنية التي شكلها حدث التحرير عام 2017”. وفي 15 من شهر آب من العام الماضي، شهدت المحافظة احتجاجات شعبية، بسبب انعدام الخدمات الأساسية من الماء والكهرباء وارتفاع معدل البطالة، فضلاً عن الفساد المستشري في المحافظة، بحسب لافتات المحتجين، فيما تعرضت الاحتجاجات إلى “القمع” على يد القوات الأمنية وبعض الفصائل وعناصر أحزاب، وفق شهادات ناشطين ومتظاهرين. استمرت الاحتجاجات عدة أشهر العام الماضي، بلغت ذروتها حين صب المحتجون جام غضبهم بحرق مكاتب جهات سياسية، وهاجموا مبان حكومية وأقدموا على حرق القنصلية الايرانية في المحافظة، وخلقت مخاوف من تصعيد وتداعيات قد تطيح بالوضع الأمني والسياسي الهش في المحافظة فضلا عن المحافظات والمدن المجاورة. ولم تقتصر الاحتجاجات على البصرة وحدها، حيث وصلت شرارة الغضب الى باقي المحافظات الجنوبية، بنفس المطالب، وكذلك تخللها “الرصاص الحي”، اطلق من قبل الاجهزة الامنية وعناصر “مجهولة”، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من المتظاهرين. خفت حدة الاحتجاجات بعد ذلك، بالتزامن مع انحسار فصل الصيف وتحرك فصائل وأحزاب ضد الناشطين تمثلت بعمليات اغتيال واعتقالات واسعة طالت ناشطين وشيوخ عشائر شاركوا في التظاهرات، وفق ما وثقته منظمات تعنى بحقوق الانسان، مطالبة بوقف الانتهاكات ضدهم.

علق هنا