كيف خدع صدام وأتباعه بعض الشيعة؟!

بغداد- العراق اليوم:

أحمد عبد السادة

عندما أطلق الدكتاتـــور صدام حسين اسم (الحسين) على الصـــاروخ الذي استخدمه في الحــرب العراقية الإيرانية ضد إيران (الشيعية)، فإنه كان يريد أن يرسل رسالتين خادعتين: الأولى هي أنه كان يريد أن يحشر نفسه قسراً في دائرة الولاء للإمام الحسين، أي بمعنى أنه أراد أن يوهم الآخرين بالادعاء بأنه هو أيضاً من أتباع الحسين وليس الشيعة فقط، بل هو ذهب إلى أكثر من ذلك من خلال خداع وإيهام الآخرين بأنه الأقرب للحسين من إيران الشيعية ومن الكثير من شيعة العراق، ولهذا هو كان ينسب نفسه زوراً للإمام الحسين ويدعي باستمرار بأنه (حفيد الحسين) وأن الحسين (جده الحقيقي)!!، مستعيناً بذلك ببعض النسابة الكذابين الذين رسموا له شجرة نسب علوية ملفقة!!.

أما الرسالة الخادعة الثانية فهي أنه أراد أن يوهم الآخرين بأن الحـــرب ضد إيران ليست حرباً ضد دولة شيعية وشعب شيعي، وإنما هي حـــرب ضد أعداء الشيعة وأئمة الشيعة، مستخدما بذلك عبارة (الفرس المجوس) لوصف الإيرانيين ولتجريد شيعة إيران من التشيع والإسلام، ولتعبئة العالم العربي والإسلامي ضد إيران، ولخداع بعض شيعة العراق ودفعهم طوعاً أو كرهاً لمقاتلة جارتهم الشيعية.

ولهذا فإن صدام قام بطريقة خبيثـــة باستخدام رموز التشيع ضد شيعة إيران من خلال صناعة صـــاروخ يحمل اسم إمام الشيعة الثائر والشهيد والمحبوب (الحسين) لقصـــف الشيعة وقتلهــم في إيران!!، وذلك قبل أن يستخدم صاروخ (الحسين) نفسه لقتـــل شيعة العراق، بل لقصـــف قبة ضريح الإمام الحسين نفسه في كربلاء أثناء قمعه للانتفاضة الشعبانية بقسوة مفرطة في سنة 1991!!.

هذا الأسلوب الصدامي الخــادع والخبيــث ما زال يستخدمه حتى الآن أتباع صدام كالشاعر وليد الخشماني الذي يمدح ويمجد المجرمـــين وقتلـــة الشيعة صدام والملك سلمان وأردوغان ويشتم الحشد الشعبي و(حـــ ــزب اللـــــه) والحوثيين وإيران والشيخ الشهيد المظلوم نمر النمر وكل من يلتزم بالخط الثائر للإمام الحسين، لكنه يحاول في الوقت نفسه أن يخدع بعض الشيعة (شيعة السبهان) من خلال كتابة قصيدة عن الإمام علي بحجة أن علياً ليس ملك الشيعة وحدهم وليوحي للآخرين - كما كان يوحي سيده صدام للآخرين - بأنه هو أيضاً من أتباع ومحبي علي رغم شتمه لأتباعه الحقيقيين ورغم قيامه بمدح وتمجيد قتلتــهم!!، وقد وصلت خطورة هذا الأسلوب الخادع إلى درجة أن أحد الزعماء "الشيعة" أعطى الأمان للشاعر وليد الخشماني الذي روج لداعـــ.ــش والبعث وصدام في منصات وساحات الاعتصام الداعـــــشية، بل ودعاه أيضاً لزيارة النجف معززاً مكرماً!!!.

ماذا يعني ذلك؟!

يعني ذلك أن بعض أتباع صدام وآل سعود يجيدون استخدام أسلوب صدام في استخدام الرموز الشيعية لخداع بعض الشيعة وكسبهم لمعسكرهم المعادي للشيعة أصلاً، كما يعني ذلك بأن أتباع صدام وآل سعود لا توجد لديهم مشكلة مع (بعض) الشيعة بشرط أن يكون هؤلاء الشيعة خاضعين وتابعين لهم ومؤمنين بقناعاتهم الطائفية ومنفذين لأجندة السعودية والبعث الشريـــرة وموافقين بأن يتم استخدامهم ضد الشيعة الحقيقيين!!.

أتباع صدام وآل سعود لا يمكن أن يتقبلوا "الشيعي" إلاّ عندما يكون هذا الشيعي تابعاً لهم، وإلاّ عندما يكون ضد إيران والحشد الشعبي و(حــ ـــزب اللـــــه) والحوثيين!!.

علق هنا