العرب والفوضى الخلاقة..

بغداد- العراق اليوم:

 الفريق الركن/ احمد الساعدي

الحروب قدر فرض على البشر.. لقد عانت اوربا من حروب لم تتوقف بشكل شبه نهائي الا بعد الحرب العالمية الثانية وكذلك منطقة جنوب وشرق اسيا كانت مسرحا لحربين عالميتين وكل الحروب انتهت واصبحت بين طيات الماضي ولكن الشرق الاوسط وشمال افريقيا ظلا مسرحاً لحروب لاتريد ان تنتهي.. هل هذا قدرنا من الله ام ارادة الشيطان المتمثلة بالدول الاستعمارية وامهم الروحية الصهيونية التي لها مقاصد وغايات بهذه المنطقة حيث دام لهيب نيرانها  عدت قرون  بعد ان تقاسمت الغنائم بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وتقلص نفوذ الدولة العثمانية واصبحت البلاد العربية تحت  احتلال جديد وهم البريطانيون والفرنسيون والاسبان وبدا كل منهم يفرض نظامه وثقافته يفرضها على الشعوب العربية انذاك وهي مسلوبة الارادة وضعيفه..

وعند نهاية الحرب العالمية الثانية وظهور النفط في البلاد العربية وظهور امريكا كقوة عالمية اخرى تمكنت الصهيونية تاسيس كيانها المسخ في قلب فلسطين مستغلة خيانة الحكام العرب ونوم الامة بسبات عميق وتشجيع الدول الغربية وخططها الاستعمارية ارادوا التخلص من خبث ودسائس اليهود وابعادهم من بلدانهم دعموا فكرة بناء دولة لليهود وهم يدركون ان اليهود اينما حلوا تحل الحروب والدسائس وتدمير البلدان المجاورة لهم لانهم اشر خلق الله .. وفي عقد الخمسينات من القرن الماضي اصاب الهرم الامبراطورية البريطانية مع ظهور حركات تحررية في بعض البلاد العربية فتبنت اميركا تلك الحركات  وقامت بدعمها وكذلك الاتحاد السوفيتي انذاك حتى حصلت مجموعة من الانقلابات العسكرية  واعلنت انها جمهوريات ورفعت شعار القومية العربية مما جذب مشاعر الجمهور العربي وتعاطف مع الثورات واستمد حكم تلك الجمهوريات من قبل النخب العسكرية خمسين سنة واتسمت تلك الحقبة من الزمن الماضي بانظمة شمولية ودكتاتورية حتى شاخت وهرمت واضمحلت تلك الانظمة.. اننا نعتقد ان تلك الحقبة انتهى جدولها الزمني وفقا لما خطط لها من القوى الاستعمارية المهيمنة على المنطقة وقرر المخطط ان تسويق فكرة جديدة بنظام جديد يتلائم مع المشروع الامريكي الجديد والمسمى الفوضى الخلاقة او الشرق الاوسط الجديد وهذا المشروع قائم على فكرة استعمارية جديدة ولكنها بلون اخر وهو خلق كيانات عربية ضعيفة ومتناحرة مسلوبة الارادة والروح تسودها الفوضى تحت عنوان النظام الديمقراطي  المغلف بنشر ثقافة الولاء الطائفي والمحاصصة بين الاعراق ونشر الفساد وخلق طبقات متفاوتة بين الشعب الواحد واحدة حاكمة والاخرى محكومة تحت ظل سياط الطبقة الحاكمة التي تعلن الولاء المطلق للبيت الاسود وهنا تصبح خيرات الامة والشعوب منهوبة وتعطى للقوة الاستعمارية دون مقابل وبرضوخ وطاعة عمياء للاسياد ومن يحاول الخروج منهم يرمى خارج الملعب  ..  الديمقراطية في العالم العربي لونها مثل لون وافعال الكابوي الامريكي  وهنا السؤال المهم.. هل هذه الفوضى والنظام الجديد يتمدد الى النظام الملكي؟.. الجواب نعم بعد الانتهاء منه يصبح خارج الخدمة الاستعمارية.. ان المشروع الامريكي اعد منذ عام 1975 وخطط له بعناية تامة ودخل حيز التنفيذ عام 2003 ومستمر حتى بلوغ الاهداف النهائية عام2040 وابرز ثمار هذا المشروع تفكيك البلاد العربية على اسس طائفية وعرقية وتحقيق حلم الصهيونية من الفرات حتى النيل ولربما ابعد من ذلك..

والسؤال الاخر..

هل هذا المشروع الخبيث ممكن ان يتحقق؟..

نعم اذا استسلمت الامة وتركت قوتها ودينها وانحرفت نحو المغريات الغربية الكاذبة والاعلام المظلل..

وهل هنالك مشروع اخر ينقذ الامة من هذا الطوفان الاستعماري؟..

نعم اذا ركبنا في مركب وتيار المقاومة الاسلامية التي شكلت اكبر حجر عثرة وعرقلت هذا المشروع الخبيث..

اننا نعتقد ان هذا السيبل هو الذي يحافظ على الاوطان والشعوب ويحمي ما تبقى من البلاد العربية..

علق هنا