احمد عبد السادة يكتب عن الحملة الطائفية الشعواء التي تتعرض لها الفنانة الهام شاهين بسبب زيارتها للكاظمية في ذكرى استشهاد الإمام

بغداد- العراق اليوم:

إلهام شاهين في الكاظمية.

(عن رسائل التعايش الممتدة وسط سيـــوف التكفيـــر والكراهــــية).

أحمد عبد السادة

عندما قررت الفنانة المصرية الشهيرة إلهام شاهين أن تزور مدينة الكاظمية ومرقد الإمام موسى الكاظم - أثناء مشاركتها في مهرجان بابل - كانت تعرف جيداً بأنها - بسبب قرارها هذا - ستتعرض لهجوم عنيـــف من قبل العديد من الطائفييــن المتعصبيــن والتكفيرييـــن الوهابييــن والسلفييـــن في مصر والعالم العربي من منطلقات طائفيـــة وعنصريـــة مقيتــــة عدة وسيتم اتهامها باتهامــات عدة من قبيل "أن إلهام شاهين تعاطفت مع الرافضــــة الكــــفرة وزارت قبور أئمتهم" حسب المنطق الطائفـــي التكفيـــري المريــــض لهؤلاء، كما تعرضت قبلها الفنانة المصرية حنان شوقي إلى الهجوم ذاته من قبل هؤلاء التكفيــــريين حين زارت العراق وارتدت زي الحشد الشعبي المضحي وزارت موقع شهداء مجــــزرة سبايكر وبكت وهي ترى جثــــث بعض الشهداء، وهو هجــــوم دفعها إلى البكاء مرة أخرى في برنامج بإحدى القنوات المصرية حين دافعت عن موقفها وتألمت من كمية التحريــــض والاتهامات والإســـاءة التي وجهت إليها نتيجة موقفها المشرف في العراق، ذلك الموقف الذي أزعج دعاة التكفيـــر والتطــــرف في مصر كالتكفيــــري ولـــيد إسماعيل الذي كان مع حنان شوقي في البرنامج نفسه والذي كان كلامه ينفث بالسمـــوم التكفيريــــة ضد الشيعة وضد من يلتقي بهم كحنان شوقي. وهذا الهجــــوم نفسه تعرض له العديد من الفنانين المصريين الذين زاروا العراق والتقوا بالحشد الشعبي وتضامنوا مع تضحياته كأحمد ماهر ومحمود الجندي وفاروق الفيشاوي ووفاء الحكيم.

كانت إلهام شاهين تعرف جيداً بأنها ستتعرض لما تعرض له بعض زملائها الذين زاروا العراق قبلها، لكنها رغم ذلك تمتعت بشجاعة عالية ومدت يدها لتتجاوز كل حــــراب وسيــــوف التكفيــــر والكراهيـــة العميـــاء لتوصل رسالة تقدير للعراق حين رفعت العلم العراقي في بابل، ولتوصل رسالة تعايش وتواصل للشعب العراقي - ولشيعة العراق تحديداً - ولتوصل كذلك رسالة احترام وتبجيل لرموزهم المقدسة حين قررت أن تزور ضريح الإمام موسى الكاظم.

الصديق العزيز "علي احمد عدنان وتوت" الذي رافق إلهام شاهين من بابل - حيث تم تكريمها في المسرح البابلي بمهرجان بابل - إلى الكاظمية قال لي بأن شاهين كانت تتمنى زيارة الضريح لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب وصولها في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً، أي بعد موعد انتهاء الوقت المخصص للزيارة وإغلاق الضريح، لتكتفي بعد ذلك بالتجول مع الزوار في مدينة الكاظمية وبالتقاط الصور وخاصة قرب لافتات العزاء التي تتضمن لقب "أسد بغداد" الذي كانت معجبة به جداً.

لقد أرسلت إلهام شاهين رسالة تواصل واحترام وتقدير للشعب العراقي ولرموزه، وهي رسالة قابلها الكثيرون بالتقدير أيضاً، غير أن بعض المرضى من الطائفييــــن والبعثيين وأعـــداء العراق الجديد لم تعجبهم تلك الرسالة النبيلة وبدأوا بشن حملة لتشويهها حين نصبوا أنفسهم كقضاة أخلاقيين وكمسؤولين عن "تزكية الأنفس البشرية" واعترضوا على زيارة إلهام شاهين للكاظمية بحجة أنها "غير ملتزمة" دينياً، وفي الحقيقة أنهم اعترضوا على زيارة إلهام شاهين للكاظمية لأنهم يريدون أن تكون الدولة العراقية الجديدة منعزلـــة عن العالم وأن تتحول إلى صحراء مهجورة لا يفكر أحد بزيارتها أو التواصل معها بعد سقوط نظام صدام، لأنهم ينظرون إلى هذه الدولة كما ينظر إليها البعثــــي سعــــد البــــزاز حين وجه للحلبوسي النصيحة الســــوداءالتالية: "هاي الدولة مو دولتنا وشگد ما نگدر نخـــرب بيها نخـــرب"!!!. أبناء وأتباع "سعـــد البزاز" وقناته الشرقية البعثية اعترضوا على إلهام شاهين فقط لأنها زارت العراق والكاظمية في زمن الحشد الشعبي وليس في زمن البعثيين وطاغيتهـــم المقبــــور صدام!!.

هذه هي كل الحكاية باختصار.

علق هنا