الموصل للعراقيين وأردوغان إلى القرون الوسطى

 علي الشلاه 



فضحت الرسائل الالكترونية التي نشرتها مجموعة «القراصنة الحمر» بعد استيلائها على البريد الالكتروني لوزير الطاقة ونسيب اردوغان بيرات البيرق خطورة علاقة حكومة اردوغان بالاعلام التركي والتي لا تقل خطورة عن علاقتها بالارهاب التي كشفتها الرسائل الالكترونية المخترقة.

فقد تصرف السيد اردوغان كسلطان عثماني قادم من القرون الوسطى اولا من خلال اعطاء وزارة الطاقة لصهره وكلنا يعرف ماذا تعني وزارة الطاقة وثانيا من خلال تدجينه لمجموعة «دوغان» التي وعد مديرها العام «خلافا لاستقلاليتها» بتقديم مواد اعلامية ودعائية داعمة لحكومة اردوغان من دون الالتفات الى مصداقية الخبر ومهنيته وسمعة المجموعة  الاعلامية الاكبر في تركيا والتي تدير صحيفة حريت الشهيرة في تركيا اضافة الى قناة «سي ان ان تورك» وقناة «دي» العامة .

الفضيحة صحيحة بدليل استقالة مدير عام مجموعة «دوغان» «محمد علي يلجنداغ» وهذا يؤكد ايضا ان الرسائل الالكترونية الاخرى التي تشير الى معرفة حكومة اردوغان بتحركات «الدواعش» وخطوط امدادهم  ومرورهم داخل تركيا صحيحة ايضا وان الحكومة المذكورة ارادت استخدام «داعش» في حروبها الداخلية والخارجية من دون الالتفات الى الضحايا الابرياء الذين يسقطون بيد هذا التنظيم الارهابي كل يوم.

والغريب المريب ان حكومة اردوغان تبرر احتلالها لمدينة بعشيقة العراقية من خلال الزعم بانضمامها الى التحالف الدولي ضد الارهاب الداعشي وانها وفقا لاتفاقية لوزان لها الحق بالدفاع عن الموصل وكركوك اذا تعرضتا للخطر لكن دخول «داعش» الى الموصل لم يكن خطرا وفق اجندة اردوغان فلم تتدخل سلبا بل سهلت الدخول واليوم وقد استكمل العراق لوازم التحرير وصارت جحافله البطلة على ابواب الموصل صارت الموصل في خطر !.

مغالطة كبيرة يقف العالم اليوم ضدها بكامل دوله الصغيرة والكبيرة مثلما يقف اردوغان وحيدا معزولا محاطا بمئات الآلاف من المعارضين الذين سجنهم بحجة الانقلاب مثلما يقف معه صهره بكل طاقة وزارة الطاقة .

منطق السلطان وصهره  انتهى ولا مكان في الموصل الا للعراقيين .

"الصباح" العراقية

علق هنا