المؤشرات كلها تمضي الى ذلك، فهل يستعد جعفر الصدر لخلافة السيد مقتدى في زعامة التيار ؟

بغداد- العراق اليوم:

ترك الغياب الطويل والمفاجئ نسبياً للسيد مقتدى الصدر عن الساحة السياسية والاجتماعية الباب مفتوحاً على مصراعيه، خصوصاً وان الشارع العراقي اعتاد على وجود الصدر شبه اليومي في وسائط التواصل الاجتماعي، لاسيما تويتر عبر تغريدات تتناول الشاردة والواردة، الا أن الاحتجاب الذي أخذ يطول، حتى قارب شهره الخامس، كان سبباً لشيوع الأخبار عن رحلة علاجية للسيد الصدر الى لبنان، فيما كان الظهور المفاجئ وغير المتوقع للسيد جعفر الصدر في لقاءات رسمية مع مختلف القادة السياسيين في بغداد، كفيلاً بتعزيز المخاوف، واضفاء صفة المصداقية على الانباء التي تتوارد عن تدهور حالة السيد مقتدى الصدر الصحية، واحتمالية غيابه الطويل، مما دفعه الى اعادة السيد جعفر الصدر برمزيته العائلية والشخصية، الى الواجهة، تحسباً لهذا الغياب، ورغبةً من الصدر في الحفاظ على تياره الشعبي، بيد شخصية من ال الصدر، بعد غياب طويل واعتزال للشقيق الأكبر السيد مرتضى الصدر أخر انجال السيد محمد محمد صادق الصدر الأحياء. ظهور السيد جعفر الصدر نجل مؤسس حزب الدعوة الاسلامية الشهيد محمد باقر الصدر على الساحة السياسية مجددًا، وبهذا الزخم الاعلامي، فتح ايضاً باب التكهنات، حول الخطوات المرتقبة تجاه حكومة عبد المهدي التي لا تزال في طور "الخدج" السياسي، بانتظار اكمالها، وهي في شهرها السابع الان، فيما تواجه أزمات وانسدادات كبيرة، ولربما تفضي الى نفاد صبر الشارع عليها، وانتهائها قبل موعدها، أن لم تبادر القوى السياسية الداعمة والمشكلة لها، لاسيما سائرون والفتح الى ترميمها، وانعاشها عبر اكمال حقائبها الشاغرة، ومساعدة رئيس الحكومة في معالجة ملفات كبرى، على رأسها ملفات الفساد التي صارت تؤرق الجميع، وتهدد بانهيار سياسي وخدمي واجتماعي حتى. فيما يقرأ البعض، ان ظهور السيد جعفر الصدر في هذا التوقيت بأنه رسالة من مقتدى الصدر الى القوى السياسية، بأن صلاحية حكومة عبد المهدي نفدت بالفعل، وأن البديل الجاهز "جعفر" ذاته، سيكون جاهزاً لتأليف حكومة جديدة، أو على الأقل سيكون حضوره مؤثراً في تشكيل حكومة أخرى، قد يعود لترؤسها حيدر العبادي، أو أي شخصية سياسية أخرى، فيما قرأ ظهور السيد جعفر الصدر بأنه رسالة مصالحة مبطنة من زعيم التيار الصدري الى القوى المناوئة، لاسيما حزب الدعوة ورئيسه نوري المالكي الذي أبدى رغبة واضحة في مصالحة السيد مقتدى الصدر، فيما يمكن أيضاُ قراءة حضور جعفر الصدر بأنه جزء من سياسة الضد النوعي الذي يطلقه السيد الصدر ضد حزب الدعوة الاسلامية، نظراً للشعبية الواسعة للسيد جعفر الصدر في الشارع الشيعي، لرمزيته الواسعة كونه نجل اية الله محمد باقر الصدر رائد ومؤسس الحركة الاسلامية الشيعية في العراق. يشار الى ان جعفر الصدر كان قد استقال من البرلمان العراقي عام 2010 رغم فوزه وظهور اسمه كمرشح لرئاسة الحكومة، التي فاز فيها نوري المالكي حينها بولاية ثانية، ليغادر الأول العراق إلى بيروت، حيث عاش هناك منذ الثمانينيات مختفيا عن الساحة السياسية العراقية. فيما اعتبر  خبراء استراتيجيون، أن ظهور جعفر الصدر الان له رسائل سياسية، وانه من المرجح أنه يعتزم التهيئة للعودة إلى العمل السياسي بعد اعتزال طويل.

علق هنا