قصّة أغنية " أمّا براوه " ومن هو مطربها الأول

بغداد- العراق اليوم:

ربما كانت اغنية « أمّا براوة» من المرّات القليلة التي كتب فيها الشاعر الغنائي كلمات من البيئة الشعبية. حيث «تخصص» مُرسي بالاغاني "الرومانسية" عالية الإحساس كتلك التي قدمها عبد الحليم حافظ وكان آخرها اغنية « من غير ليه»،وكذلك ما غنته ام كلثوم «ثلاثية : سيرة الحب،الف ليلة وليلة ،وفات الميعاد» واغنية فريد الاطرش»زمان يا حب ويا حبايبي يا غيبين وغيرها من اغنيات وردة ونجاة وفايزة احمد وغيرهم من المطربين الكبار.

في السبعينيات ظهرت اغنية نجاة الصغيرة « أمّا براوة» من خلال فيلم « ابنتي العزيزة» الذي شاركها البطولة النجم رشدي اباظة.

كلمات الاغنية مستوحاة من مكان «فلاّحي»،من القرية المصرية. حيث تظهر مفردات المكان،مثل « قُلّة» و» طرواة» و»دوّار» و»شالي» وغيرها.

ومن كلماتها يتضح المعنى والدلالة « الدراميّة» لقصة الحب بين فتاة «ريفيّة» «خجولة» وحبيبها الذي يلتقيها عند « الدوّار» حيث «الزّرْع» و» الارض» و»تعب الفلاّحين

الاغنية لحنها الموسيقار محمد الموجي وكما قلنا قدمتها المطربة نجاة في فيلم « ابنتي العزيزة» الذي يدور حول شخص ميسور الحال ،يكتشف فتاة « مدرّسة» ويتبنّاها،ويرسل لها النقود باعتباره «والدها»،قبل ان تقع في غرامه.

ومن ضمن اغنيات الفيلم كانت « أمّا براوة»،وتعني» برافو» أو « احسنت».

ومنذ عام تقريبا،اكتشف الفنان حسين الجسيمي اهمية هذه الاغنية وقدمها ونالت شهرة كبيرة ،رغم ان المتمعّن فيها،سوف يسنتج أن الاغنية وكلماتها واجواءها لا تتناسب مع مطرب / رجل. حيث تنطق بلسان «أُنثى» تناجي حبيبها. وبالتالي ،لم يكن من الممكن تقديمها على لسان مطرب» ذكر»، مع كل التقدير لموهبة الفنان حسين الجسمي.

تماما كما «فشلت» المطربة نوال الزغبي عندما قدمت اغنية عبد الحليم حافظ «حبيبتي مَنْ تكون». حيث تظهر «نوال» تتغزّل بـ «أُنثى» وهو ما لا يحتمله المزاج العادي.

اضافة للفرق بين حلاوة صوت عبد الحليم حافظ وإحساسه وصوت "نوال الزغبي".

وهو ما ينطبق على اغنية « أمّا براوة».فقد كان الفرق كبيرا بين إحساس صاحبة الاغنية « الأصلية» نجاة الصغيرة والتي كُتِبت الاغنية لها،وبين حسين الجسمي الذي نجح في اغنية "والله ما يسوى اعيش الدنيا دونك".

وهذا لا يعيبه،لكن لكل اغنية «فارسها»  الذي يجيدها اكثر من سواه.

وهذا هو بيت القصيد !!

علق هنا