ميسي يتحدث بمنطق التاريخ وليس بلسان المال

بغداد- متابعة العراق اليوم:

الجميع في حالة ترقب وانتظار، للقرار الذي اتخذه نجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي، بشأن التجديد أو الرحيل عن معقله الكتالوني، الذي منحه كل شيء، وأخذ منه كل شيء أيضا.

البرغوث الأرجنتيني على غير عادته، أضاف مسحة من اللؤم على الإعلان عن قراره الذي يحتفظ به في خزانته السرية، ويكتفي بالمراقبة من بعيد للعروض السخية والتكهنات الجريئة والاحتمالات البعيدة، كي يستطيع أن يرى العالم بأفق أكثر اتساعا.

عقد ميسي مع برشلونة سينتهي في منتصف عام 2018، وفعليا أمامه عام ونصف ليكون حرا طليقا إذا أراد، ولكن حتى ذلك الوقت، لا أحد يعلم ما الذي يمكن أن يحدث، فالنجوم في العادة يفضلون العقود طويلة  الأمد، بشكل مضمون وقبل انتهاء مدة الصلاحية بوقت كاف، ليبقى دوما في القمة، ويفاوض وبيده ورقة تمنحه القوة.

لماذا التأخير؟

توقع الجميع أن يكون موضوع التجديد مع ميسي مجرد خطوة روتينية، يلتقي فيها مع رئيس النادي جوسيب بورتيميو بشكل إعلاني، يوقعان العقود، ويلتقطان الصور وهما يتصافحات ويبتسمان للكاميرات، وهو بالفعل ما حدث مع زميليه نيمار وسواريز، وبشكل سلس دون الدخول في تعقيدات الرحيل، وكما حدث أيضا مع خصمه اللدود (ولو بشكل إعلامي) كريستيانو رونالدو في ريال مدريد.

يبدو أن ميسي اتخذ قرارا بإملاء من والده الذي يدير أعماله ويؤثر كثيرا على قراراته بالانتظار، لحين انتهاء الجميع من تجديد العقود، ووضوح الأرقام في عالم الاحتراف، ليطلق رصاصته الأخيرة ويعلن عن الرقم الذي يرغب من خلاله التجديد، ليكون الأعلى أجرا في العالم، كما هو الأفضل حاليا كما يشهد له العديد من مدربي ولاعبي وجماهير الكرة.

 

آلام موسم القحط

وقد يكون للتأخير ما يبرره أيضا، بعد أن خسر ميسي في الموسم الحالي كل شيء، خسر الكرة الذهبية التي كان يمني النفس أن تكون سادسة، بسبب الأرقام على الأرض، وليس للنجومية في الملعب، حيث خسر نهائي المونديال، وبعده نهائيان لكوبا أمريكا، وخرج برشلونة من الدور قبل النهائي لدوري الأبطال، وغاب الفريق عن السوبر الأوروبي، ثم عن مونديال الأندية، وهي مواعيد حرص كريستيانو على حضورها سواء بالفوز مع البرتغال باللقب الأوروبي، أو مع الريال بدوري الأبطال، والسوبر الأوروبي وأخيرا مونديال الأندية.

 

وقد يكون خير تعويض لخسائر ميسي الكبيرة في موسم القحط، هو أن يكون اللاعب الأغلى في التاريخ، بصفقة قد لا تتكرر في سنوات قريبة.

 

التلويج بأموال الشرق والغرب

تأخر ميسي في إعلان موقفه من التجديد مع برشلونة، جعل الأندية الأوروبية الغنية والتي تترصد لهذه الفرصة الثمينة، تفتح خزائنها دون حساب، ومنها قطبا مدينة مانشستر..يونايتد وسيتي، ومعهما دخل على الخط باريس سان جيرمان الذي تعامل مع الأمر بشيك مفتوح.

الأمر المثير أيضا،  أن عدم تجديد ميسي بالسرعة التي توقعها الجميع، أثار شهية رئيس نادي ريال مدريد فلورنتو بيريز الذي نقل أحد خبراء الكرة الإسبان عنه، أنه مازال مهتم باستقطاب ميسي إلى ريال مدريد بأي ثمن، وتحقيق حلم قديم راود مخيلة الرئيس الداهية للملكي بضم اللاعب منذ أن كان عمره 13 عاما.

وبعيدا عن الغرب الأوروبي، وصلت أخبار صفقة الانتقال إلى الشرق، وتحديدا في الصين، حين تم الإعلان عن العرض الخرافي من نادي هيبي فورشن بوضع نصف مليار يورو تحت تصرف ميسي  نظير توقيع عقد لمدة 5 سنوات، وهي عروض يسيل لها اللعاب ولا يمكن لعاقل أن يقاومها.

 

البقاء في برشلونة

وعلى الرغم من كل ما قيل وسيقال خارج أسوار برشلونة حول نية ميسي في الرحيل، إلا أن علامات الثقة كانت أكثر وضوحا على وجه رئيس البارسا بورتيميو عندما أكد أن ميسي يريد البقاء في بيته الذي عاش فيه أجمل أيام حياته، وأن المال ليس بالمشكلة التي قد تقف حائلا أمام بقاء البرغوث في المكان الذي نشأ وترعرع فيها، ويعرفه أكثر من بيته، وأن النادي على استعداد لرفع المبلغ للحدود التي يطلبها ميسي، فهو الأفضل في العالم، ويستحق الأجر الأعلى.

تصريح بورتيميو الذي أعقبه تصريح لسواريز بأنه على ثقة بأن ميسي سيبقى معه في برشلونة، ويضاف له تصريح ثالوث خطر الـ msn نيمار، بأنه على ثقة ببقاء ميسي في برشلونة، يؤكد أن لدى هؤلاء الأكثر قربا من النجم الأرجنتيني ما يستندون إليه في مسألة البقاء، والأمر قد يكون مجرد وقت، حتى يتم الإعلان عن الصفقة التي ستهز سوق الانتقالات في العالم، ويبقى الحديث عنها طويلا لأغلى لاعب في تاريخ كرة القدم.

إذا فالمال ليس وحده من يحرك مشاعر ميسي تجاه التجديد، ولكن الرغبة في أن يسطر إنجازا تاريخيا يبقى خالدا في ذاكرة الجميع، عن أفضل لاعب، والأكثر سعرا، ولو بشكل مؤقت، لأن المال الرياضي بات يفعل المستحيلات حاليا..وفي صفقة بوجبا خير دليل على ذلك.

 

الرحيل في 2020

الحقيقة الوحيدة التي صدرت عن ميسي في أمر مستقبله، هي رغبته بالعودة إلى بلاده، والعيش في أحضانها التي ابتعد عنها كثيرا وهو يحقق الرقم تلو الآخر في بلاد الإسبان، حيث ينتظر أن يستمر مع برشلونة لغاية عام 2020، وهو التاريخ الذي حدده ميسي للعودة إلى ناديه الأم نيويلز اولد بويز الأرجنتيني.

علق هنا