معدل أعمار اليابانين مرتفع، و لكن لماذا؟ دراسة جديدة تُجيب!

بغداد- العراق اليوم:

ربط النظام الغذائي الياباني بارتفاع مُعدَّل الأعمار، فتناول الطعام الياباني قد يؤدِّي إلى حياةٍ أطول، حيث أن دراسة جديدة وجدت أن البالغين في اليابان والذين اتَّبَعوا التوجيهات الغذائية المُوصَّى بها من قِبَل الحكومة، كانت نسبةُ تعرُّضهم لخطر الوفاة خلال فترةٍ زمنية امتدَّت لخمسة عشر سنةٍ، أقل من 15%، وذلك بالمُقارنة مع الأشخاص الذين لم يتَّبعوا تلك التوجيهات. إضافةً إلى أن أولئك الذين اتَّبعوا التوجيهات الغذائية بعناية كانوا أقلَّ عرضةً للموت من جرَّاء الإصابة بسكتةٍ دماغية، وذلك بنسبة 22% وفقاً للدراسة التي تمَّ نشرها في 22 آذار في المجلة الطبية البريطانية BMJ.

نوَّه الباحثون يترَّأسهم “كايو كورتاني” Kayo Kurotani أحد كبار الباحثين في المركز الوطني للطب والصحة العالمية في طوكيو، إلى أن متوسط العُمر المتوقَّع في اليابان هو من بين المُعدَّلات الأعلى في العالم. يُشكِّل النظام الغذائي الياباني المُتضمِّن تناول كميَّاتٍ كبيرة من الأسماك ومُنتجات فول الصويا، إضافةً إلى كميَّاتٍ أقل من الدهون، ودوره في البحث عن متوسط العُمر المتوقَّع موضع اهتمام خاص. حيث تُشدِّد المبادئ التوجيهية الغذائية في اليابان والمعروفة باسم (Japanese Food Guide Spinning Top) على توافر خمسة أنواع من الأطباق وهي : الحبوب، الخضراوات، الأسماك، اللحوم، الحليب، والفواكه، وذلك حسب ما وُرِدَ في الدراسة. كما أن تلك التوجيهات تُمثَّل من خلال هرمٍ مقلوبٍ حيث تحتل الحبوب القمة بشكلٍ مُشابه لقمة المغزل.

شملت الدراسة على بيانات لأكثر من 36.000 رجل و 42.000 امرأة من جميع أنحاء اليابان، وقد قام كلٌّ منهم بإكمال الاستطلاع الذي أُجريَ حول صحته مُتضمِّناً المعلومات حول الطعام الذي يتناوله، مع العلم بأن هذا الاستطلاع أُنجِزَ في بداية الدراسة وسيُعاد إجراؤه بعد 5 أو 10 سنواتٍ قادمة. وقد استطاع الباحثون من خلال استخدام نتائج “الاستبيان المُتكرِّر للغذاء” حساب مدى مواظبة المُشاركين على اتِّباع التوجيهات الغذائية بعناية، وذلك وفقاً للدراسة. حيث وُجِدَ أن الأشخاص الذين اتَّبعوا المبادئ التوجيهية بحرصٍ أكبر كانت نسبة تعرُّضهم لخطر الوفاة خلال الفترة القادمة أقل من 15%، وذلك مُقارنةً مع أولئك الذين اتَّبعوا تلك التوجيهات، وإنما بمستوى أقلٍّ من الحرص والمواظبة.

من المُرجَّح أن سبب انخفاض نسبة الوفاة بشكلٍ عام في المجموعة التي اتَّبعت المبادئ التوجيهية يعود إلى تناقُص مُعدَّل الوفاة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، وبشكلٍ خاص السكتة الدماغية، هذا ما دوَّنه الباحثون في الدراسة. إضافةً إلى التنويه بأن الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الخُضار والفاكهة ويأكلون ما يكفي من أطباق السمك و اللحوم، يحققون النتائج الأفضل. و قد لاحظ الباحثون أنه وبالرغم من تصنيف الأسماك واللحوم في فئة واحدة في الدراسة، إلَّا أن الشعب الياباني يستهلك السمك بشكلٍ أكبر، ولحم البقر ولحم الخنزير بشكلٍ أقل، وذلك مُقارنةً مع الشعوب الغربية.

“النتائج التي توصَّلنا إليها، إضافةً إلى التقارير السابقة تُشير إلى أن النمط الغذائي القائم على تناول كميَّاتٍ كبيرة من الخُضار والفاكهة، بالإضافة إلى كميةٍ كافية من الأسماك واللحوم، بإمكانه أن يُقلِّل من خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبشكل خاص الموت بـ (السكتة الدماغية) لدى سُكَّان شرق آسيا”. هذا ما كتبه الباحثون في الدراسة

علق هنا