" خضر الياس " عيد شعبي يجمع الطوائف بالدبكات والأغاني الفولكلورية التركمانية

بغداد- العراق اليوم:

احتفل اهالي قضاء تلعفر في نينوى، بعيد “خضر الياس” الشعبي، وتجمعت الالاف على تلة جنوب القضاء بنحو 4 كيلو مترات، حيث تقع بناية محاطة بفسحة خضراء، تعلوها قبة ينسبها الناس إلى خضر الياس “العبد الصالح”. وتضمنت أجواء الاحتفال، دبكات شعبية تركمانية، وأغاني فلكلورية، ومسابقات، وتقديم الأطعمة والحلويات الخاصة بالمناسبة، التي يحتفل بها تركمان تلعفر في الخميس الثالث من شباط من كل عام، إيذاناً بانتهاء الشتاء وحلول الربيع. وأعدّت الجهات الأمنية خطة محكمة بالمناسبة، وانتشر المئات من عناصر الأمن على طول الطريق المؤدي إلى المزار، الذي فجّره تنظيم الدولة الاسلامية “دتعش” ثم أُعيد بناءه لاحقاً عقب استعادة المدينة في أب 2017. والبناية قديمة لم يضبط أحد تأريخ تشييدها، ولكن يُشار أن الدولة العثمانية ألزمت شخصين من الأهالي هما الشيخ إسماعيل ومحمد أحمد بإدارة المزار وفق فرمان صدر سنة 1210 هـ / 1795م. ويرى البعض أن أصل المزار ديرٌ، لكن المهتمين بالآثار نفوا هذه الشبهة، حيث أن المزار يضم قبور وهي ليست على طراز قبور المسيحيين، كما أن البعض أثاروا شبهة أخرى هي كون المزار للايزيدية، وردَّ الاثاريون على هذه الشبهة أنه على الرغم من التشابه الحاصل بين قبة المزار وقبب المزارات الايزيدية الأخرى إلا أنه لم يذكر أن الايزيدية سكنوا في تلك المنطقة. أما سبب نسبة المزار إلى خضر “الياس” فقد ذكر اهالي المنطقة الاصلاء أن هذا العبد الصالح الذي يُعتقد بأنه ما زال حي يُرزق قد شوهد عدة مرات على هذا التل. ويزار المكان في أقرب خميس من 17 إلى 25 شباط من كل عام، حيث يعتبر يوم الزيارة عيداً للأهالي فتتجمع المئات بل آلاف على هذا التل الذي يحترمه الجميع ويعدون أكلات وحلويات خاصة لهذا اليوم الذي يعتبر أول أيام الربيع حسبما يرى الاعافرة. وفي هذا المزار عادات اعتاد عليها البعض منها: أن البناية فيها (ثقب المُراد) فإذا نوى الشخص عمل شيء ما يقف أمام الثقب ويغمض عينيه ويمد سبابته إلى الأمام فإذا دخلت إلى الثقب فإنه يحصل مراده وإلا فلا. ويعتقد الأهالي أن هذا اليوم هو النهاية الحتمية لموسم الشتاء ومَن يزرع بعده بيوم فلن تطلع له نبتة ولا ينمو في أرضه زرع. يُشار إلى أن عيد “خضر الياس” يحتفل به البعض من الايزيدية، ويقع هذا العيد عندهم أول خميس من شهر شباط، وقد يصوم البعض منهم الأيام الثلاثة التي تتقدمه (الاثنين والثلاثاء والأربعاء)، وقد يصمون يوماً واحداً فقط،، وكان هذا العيد مقتبس من عيد خضر الياس عند المسيحيين حيث يسمونه (عيد ماربهنام)، فكلا العيدين يقع في وقت واحد، أما الصوم الذي يصومه في هذا العيد فيسمونه (الباعوثة) ومدته ثلاثة أيام، كما هو عند الايزيدية، ومن عادة ايزيدية سنجار قلي الحبوب في هذا العيد وجعلها سويقاً يوزعونه على الأهل والمعارف.

علق هنا