داعش في المناطق المهجورة.. وفي اطراف مراكز المدن

بغداد- العراق اليوم:

تمركزت فلول داعش بشكل أساسي في المناطق المهجورة القريبة من الجبال والتلال والصحاري والوديان، كما شكلت كتائب تابعة لها في محافظات كركوك ونينوى والانبار وحزام بغداد وديالى وصلاح الدين وشمال بابل وشمال كربلاء، تتكون من فلولها التي أنسحبت من ارض التمكين، واستقرت في أطراف المحافظات التي شهدت عمليات إرهابية اخير في القرى البعيدة عن مراكز المدن الحضرية. هذا ما نشره المحلل الامني الدكتور هشام الهاشمي على صفحته في " الفيسبوك" والذي تابعته " العراق اليوم ".

وأضاف الهاشمي في تحليله الأمني، انه "في مجال تنفيذ العمليات الخاطفة اعتمدت كتائب فلول داعش على مفارز (9-11مسلحا) خفيفة الحمل سريعة الحركة ولها خبرات متعددة وخاصة بعض العناصر التي سبق لها المشاركة في معارك بيجي والرمادي والموصل القديمة، خبرة في الاغتيالات وتصنيع المتفجرات وإعداد العبوات الناسفة، والتي اكتسبتها عمليا في تلك المعارك شديدة البأس. مشيرا الى ان فلول داعش لم تتخذ شكل المفارز الواسعة المنظمة شبكياً، ووفقا لاعترافات المعتقلين في نهاية عام 2018 يمكن تقسيم المفرزة الواحدة إلى 3 خلايا؛

خلية المباشرة:  تضم 3 أفراد اثنان للرمي وواحد لقيادة العجلة والإسناد وكلهم يلبسون أحزمة ناسفة. خلية التصنيع والتفخيخ والدعم اللوجستي: تضم 6 أفراد من كبار السن والمعوقين او كبار المطلوبين المكشوفين لدى الامن والأهالي. خلية الرصد وتحديد الأهداف: تظم 2 ويقتصر دورهما على متابعة الأهداف وجمع المعلومات عن القوات الأمنية والحشد والمختارين ووجهاء وشيوخ القرى والتجار تمهيدا لاستهدافهم من قبل خلية المباشرة. وأوضح الهاشمي "خلال سنة وشهرين أعدت فلول داعش عددا من المخابئ لإيواء مفارزها في كهوف تلال حمرين والخانوگة ومكحول وتلال العطشانة وبادوش ووديان جنوب نهر الفرات في الأنبار وانفاق جزر سامراء وراوة والثرثار والحضر والبعاج والنخيب والرزازة والهبارية والرطبة، وتخزين الأسلحة والعجلات.

أما على مستوى التسليح فقد اثبتت التحقيقات مع المعتقلين في محافظتي صلاح الدين والانبار ان مفارز فلول داعش قد نفذوا عملياتهم باستخدام السلاح المتوسط والخفيف فقط ودراجات نارية وعجلات بيك اب، مما يكشف عن ضعف تسليح مفارز داعش مقارنة بحجم العمليات التي نفذتها، ويمكن تفسير ذلك باعتماد هذه المفارز على اقتناص الفرصة بمعنى انها تراقب الهدف طويلا حتى تظهر الثغرات او تأتي الفرصة التي لا تحتاج لكثافة نيرانية او اشتباك نوعي. لافتا الى ان هذه المفارز لا تمتلك مقومات البقاء اذا ما تم اعتماد التجربة الجزائرية في في محاصرتها جغرافيا واقتصاديا ومطاردة الفلول بالاعتماد على تعاون الأهالي وتقنيات الاستخبارات الحديثة والاغتيالات بالطائرات بدون طيار، وفي ظل قلة أعداد مفارزها وضعف إمكانياتها لا تستطيع الصمود طويلا . اتسمت فلول داعش بقدرتها على التكيف مع الظروف البيئية وقلة المأونة وضرورة التخفي وبصبرها الاستراتيجي، خاصة العناصر التي انسحبت من معارك الموصل القديمة والتي تميزت بالمرونة والتعاون المشترك بين مفارزها، وتبادل المعرفة والتضامن الاجتماعي والتشاركية في الخبرات.

وخلص المحلل الأمني المعروف في تحليله الى ان تقهقر التكتيكات القتالية التقليدية للجيش والشرطة الاتحادية امام تكتيك المقاتل الشبح، وفشلت الاستخبارات في اختراق مفارز داعش في المناطق البعيدة عن المدن الحضرية أو التعرف على هوية الإرهابيين رغم الاعتقالات الدقيقة والتحقيقات المحترفة مع خلاياها داخل المدن والقرى المأهولة، ولم تتمكن من الوصول لتصور ومعلومات دقيقة تقودها لتفكيك مفارز الفلول في المناطق البعيدة المهجورة.

علق هنا