من قتل السفير الروسي؟

بغداد- العراق اليوم:

 

سارعت التنظيمات الأرهابية السورية وغير السورية، الى تبني عملية قتل السفير الروسي لدى تركيا اندريه كارلوف، مساء أمس الأول، فقد اعلنت جبهة النصرة الارهابية والتي تطلق على نفسها (فتح الشام) مسؤوليتها عن عملية الاغتيال، فيما سارع تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية ( داعش) الى تبني ذات العملية، وقبلها كانت جماعة مجهولة تدعى الجبهة الشعبية السورية، قد تبنت مسؤولية العملية الإرهابية ايضآ، مما يضعنا ازاء تضارب مقصود، قد يتمخض عن  سيناريو ثالث، تكون فيه عملية القتل فعلآ فرديآ قام به القاتل نفسه، بعد ان تمت تعبأته تعبئة عصبية سايكولوجية تامة، من قبل الإعلام التركي الرسمي. بعد ما حدث في معارك حلب، واشتداد سعير الحملة الإعلامية الهائلة، التي قادتها بقوة قطر والسعودية وبعض المتضررين من تحرير حلب، ضد الجيش السوري، وضد روسيا وإيران وحزب الله، وبعض فصائل المقاومة الإسلامية في العراق. وقد تقف وراء عملية الإغتيال مخابرات تركيا ذاتها، خاصة وإن آخر الأخبار التي اوردتها نشرة أخبار القناة الفضائية العربية للساعة التاسعة من ليلة الأربعاء، تفيد بأن القاتل قد عمل في فريق حماية الرئيس اردوغان، بدليل ان طريقة التصويب والاختراق كانت محكمة للغاية! وبعد كل هذا، هل ثمة عاقل يصدق ان الرجل (القاتل) رجل عادي، أم أنه قاتل مدرب، بل كما يبدو أنه من العناصر المختارة بعناية فائقة!

 

 والتساؤل الاكثر دهشة، هل باتت قوى ما يسمى " المعارضة السورية " قوى ارهابية علنية، بعد ان كانت تمارس الإرهاب متسترة بالحرية والديمقراطية وغير ذلك من الشعارات البراقة الكاذبة وها هي اليوم تمارس ارهابها من خلال الدول، وتغتال من يعارضها مخترقةً كل الاعراف والقيم، فتقتل السفير الروسي بهذه البشاعة، التي ليس لها أي مبرر وإلا هل كان القتيل قائداً لسرب شارك في معارك تحرير حلب مثلاً، او كان قائداً عسكرياً يخطط لأنهاء سطوة هذه الجماعات على الاراضي السورية؟!

 

 ان ما يمكن ان نخلص اليه، من هذه المقاربة، اننا ازاء جماعات تمارس الارهاب طريقاً لفرض اجندة سياسية لا تتعلق بمصالح الشعب السوري ولا  بتطلعاته المشروعة، بل هي أجندة عابرة لأنشاء امارات متطرفة ظلامية تدمر المشاريع الديمقراطية في العالم العربي، ومن بينها التجربة العراقية الفتية، إذ سبق وإن توعدت هذه الجماعات التي تبنت عملية اغتيال السفير الروسي، العراق بأنها ستمارس ثأرها الارهابي ضد شعبه، لا لشيء سوى أنها تعرف ان العراق يمثل رأس الحربة المتقدم في محاربة تطلعات هذه الامارات، وهو يواصل الان دك معاقل التنظيمات بشدة لاجهاض مشاريعها بالانشطار الامبيبي والتمدد على المزيد من الاراضي، لتكوين مشروع ظلامي أخر. ختامآ نطرح السؤال التالي: من قتل السفير الروسي: أهو داعش، أم فتح الشام أم الجبهة الشعبية السورية، أم المخابرات التركية، أم المال والإعلام القطري والسعودي، أم أن الجميع أشترك بهذه العملية سواء بإتفاق، أو بدون إتفاق.. وقبل ان يجيب اصحاب الشأن على هذا السؤال المهم، نقول: ان الجواب عن هوية القاتل الحقيقي وليس مطلق النار التنفيذي، سيطفو قريبآ على سطح إختلافات الفرقاء، وسيظهر القاتل الحقيقي قبل ان يختلف القتلة على مسؤولية دم القتيل.. وهي مسؤولية كبيرة سيدفعهم (بوتين) ثمنها غاليآ .. غاليآ جدآ.

علق هنا