الخبير النفطي حمزة الجواهري يكتب بلغة الإختصاص عن أنبوب النفط العراقي عبر الاردن

بغداد- العراق اليوم:

انبوب النفط العراقي عبر الاردن .. بتقييم سريع

حمزة الجواهري

مما لا شك فيه ان الأنبوب سيفتح منفذا جديدا لتصدير النفط العراقي.

الأردن  سيستفيد منه اقتصاديا بشكل كبير.

ولكن......... وهنأ ستطرح بعض التحديات التي ينبغي مراعاتها ومناقشتها..............

كون كلف بناء الأنبوب من قبل المستثمرين عالية جدا. وصلت باول تقدير لها إلى ١٨ مليار دولار وهذا رقم كبير جدا حيث أن كلفة نقل البرميل الواحد ستكون حوالي ٤ دولار للبرميل.

صحيح ان الجدوى الاقتصادية مهمة جدا لكن هناك أيضا التحديات الأمنية في المناطق التي يمر منها الأنبوب النفطي.... ان مسار هذا الأنبوب في مناطق رخوة أمنيا أو مازالت  بيد عصابات داعش واخواتها يعني اولا ان كلف بناء الأنبوب  ستكون عالية إلى حد مبالغ به كما أسلفنا . لهذا السبب ارتفعت الكلفة في حين أن كلفة البناء الحقيقية لا تتجاوز ثلث هذا الرقم. وهذا يعني أن كلفة نقل البرميل ارتفعت ثلاثة مرات...  وثانيا ان المخاطر الامنية المتوقعة والخسائر المترتبة عليها ستكون باهضة الثمن. فكل عملية تفجير للانبوب  قد تكلف العراق عشرات آلاف البراميل من النفط وتوقف للانبوب لعدة أسابيع ولا تعرف متى سيتم تفجيره مرة أخرى. ثم ان المخاطر الأمنية ليست فقط من الجانب العراقي ولكن في الأردن أيضا لان الأنبوب يمر في مناطق تسيطر عليها داعش والجماعات المتطرفة ..... وهذه الخسائر يتحمل العراق لوحده وزرها لان النفط عراقي.

ثالثا.... وهناك تحد آخر كون الميناء والناقلات التي ستحمل النفط ستمر في مياه تحت سيطرة( الكيان  الإسرائيلي) وهذا يعني أن الأخيرة ستفرض شروطها بالكامل مهما كانت صعبة وغير قابلة للتنفيذ.... والسبب هو ان الأنبوب سيكون قد اصبح حقيقة واقعة على الأرض وأن عدم القبول بالشروط (الصهيونية ) يعني حتما توقف حركة الناقلات في مياه تحت سيطرة الكيان .  اي توقف كامل للانبوب...... وهكذا نجد ان كلف الأنبوب الاقتصادية والتحديات الأمنية والسياسية ستكون باهضة الثمن على العراق تحديدا ولا احد غيره يتحملها.

إشكالية القبول بإنشاء هذا الخط كبيرة جدا وهي بحاجة إلى دراسة وتقديم أسباب مقنعة للعراقي الذي سيدفع الثمن اولا واخيرا. فما يقال الآن غير مقنع ولا يمكن القبول به شعبيا.

علق هنا