بوتين لساركوزي: "تحدث معي بلهجة مختلفة وإلا سأسحقك!"

بغداد- العراق اليوم:

في كتابه الجديد الذي صدر منتصف 2016، يكشف الصحافي والمراسل الحربي الفرنسي نيكولا هينان جوانب خفية من العلاقات الفرنسية الروسية ويسلط الضوء خاصة على سياسة بوتينية حربجية تعتمد أساساً على إظهار القوة واستعمال "العضلات".

ويقول هينان في الكتاب الذي عنونه "فرنسا الروسية. تحقيق حول شبكات بوتين" (دار فايار)، أن فرنسا ومخابراتها مخترقة من قبل شبكات تجسس تديرها وتمولها موسكو، فهي من وجهة نظر قادة الكرملين "هدف مثالي" لا يزال يملك نفوذاً دبلوماسياً كبيراً في الوقت الذي يغرق فيه في مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية جدية.

ويعرّف هينان ظاهرة "البوتينية" التي يستقي منها بلد ضعيف اقتصادياً ومحاصر سياسياً ودبلوماسياً كروسيا جل حضوره الدولي. فهي تتركز في صورة رجل تقاعد من الكي جي بي، يتمتع بحالة صحية جيدة جداً ويعتني بنفسه إلى أقصى حد. يسوّق بوتين لنفسه باعتباره منقذ روسيا، باعتماد ظهور إعلامي يركز على معاني الفحولة والرجولة وهالة السلطة في مواجهة الهيمنة الأمريكية، الأمر الذي يضعه في مصاف "الثوار" دون المساس بحقيقته كمحافظ رجعي.

 



© 9gag.com 

 

 



 

لكن الحادثة الأكثر إثارة والتي كشفها هينان في كتابه جرت وقائعها في حزيران/يونيو 2007 خلال قمة G8 التي عقدت في موسكو وتتعلق بالرئيس السابق نيكولا ساركوزي. يعرف المتابعون للشؤون الفرنسية خصوصاً الفيديو/الفضيحة الذي نشر على "يوتيوب" ويظهر ساركوزي وهو في حالة شبيهة بحالة السكارى أمام الصحافيين. يقول هينان أن الحقيقة هي غير ذلك تماماً.

قبل مؤتمره الصحافي، اجتمع ساركوزي بالرئيس الروسي الذي عامل الرئيس الفرنسي السابق بخشونة وحدة لفظية ظاهرة جعلته فيما يبدو يظهر فاقداً للتوازن كلياً. وبحسب هينان، فقد ندد ساركوزي بالحل العسكري الدموي الذي اتخذت روسيا في جمهورية الشيشان وأوقع ضحايا بالآلاف. فما كان من بوتين إلا أن قاطع محدثه قائلاً "حسناً، هل انتهيت؟ اسمع سأشرح لك. إن بلدك هو هكذا..."، مشيراً بكلتا يديه حول مساحة فرنسا الصغيرة، "أما بلدي فهو هكذا.. والآن، لديك حلان: إما أن تتابع الحديث معي بهذه اللهجة وعندها سأقوم بسحقك، وإما أن تغير أسلوبك وسأجعلك بالمقابل ملكاً على أوروبا".

 



© programmes.putin.kremlin.ru 

 

الفصل الأخير من العلاقات الشائكة بين البلدين كانت حول زيارة لبوتين كانت مقررة إلى باريس لحضور معرض فني وافتتاح كنيسة  أرثوذكسية ولقاء مع الرئيس هولاند. إلا أن هذا الأخير تعامل باستخفاف مع الرئيس الروسي بسبب الجرائم التي يرتكبها الطيران الروسي في حلب السورية الأمر الذي أدى إلى إلغاء الكرملين للزيارة مع ترك الباب مفتوحاً "حين يرغب ويكون ذلك مناسباً للرئيس هولاند".

يعتقد هينان أخيراً أن هنالك عودة إلى مناخات الحرب الباردة في السياسات الدولية وإعادة تقسيم العالم حول الدور الأمريكي بين معارض وموافق. ويبدو بوتين في ظل أجواء متوترة كهذه أحد أبطال هذه المقاومة ويدافع عنه سياسيون وقادة حول العالم وخاصة في فرنسا التي يحتل فيها الرئيس الروسي مكانة جيدة لدى اليمين المتطرف واليسار الراديكالي على حد سواء.

نيكولا هينان صحافي فرنسي عمل في عدد من الجرائد ووسائل الإعلام الفرنسية. غطى عدة حروب وأزمات كما في العراق وسوريا حيث اختطف منتصف عام 2013 وأطلق سراحه مع عدد آخر من الرهائن الفرنسيين في نيسان/أبريل 20144.

علق هنا