ثلاثة سيناريوهات تنذر بإعادة إغلاق الخضراء!

بغداد- العراق اليوم:

بالتزامن مع ذكرى يوم “إعلان النصر” على تنظيم داعش، التي وافقت العاشر من شهر كانون الثاني 2018، تجول البغداديون، في شوارع المنطقة الخضراء بعد قرار افتتاحها. ورغم أن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي كان قد افتتح اجزاءً منها خلال ولايته ثم اعاد اغلاقها، فإن الافتتاح الحالي الذي يديره رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي يسير بتدرج وبطء، ليكون افتتاحاً نهائياً، وفقا لبيانات رسمية، لكن سيناريو إعادة الإغلاق مازال مطروحاً من قِبل أوساط أمنية وسياسية، ودبلوماسية. ويعزز هذا الشعور، التوجس الذي رافق خطط عبدالمهدي لإعادة افتتاح شوارع هذه المنطقة المحصنة، إذ تقرر أن يكون الافتتاح مؤقتا، ولساعات محددة خلال اليوم، ليتم بعد اسبوعين “تقييم التجربة”، وهو ما وجد فيه مراقبون مؤشرا على إمكانية التراجع عن القرار في أي وقت.

“مقرات سيادية بين أيدي المتظاهرين الغاضبين”

بافتتاح المنطقة الخضراء وفق الخطة الحالية، يصبح مبنى الامانة العامة لمجلس الوزراء – وهي اهم دائرة بالنسبة لتسيير شؤون جميع الوزارات وربطها بمكتب رئيس الوزراء – برسم أي محتجين غاضبين – مفترضين- وفضلاً عن ذلك، فإن مبنى رئاسة الوزراء الذي يضم جميع الكوادر الادارية التي يرتبط عملها باجتماعات مجلس الوزراء، يصبح مكشوفاً أيضاً، هذا فضلاً عن المدخل الرئيس لمجلس النواب.

ويقول مصدر أمني فضل عدم الكشف عن اسمه“اصبح بإمكان المتظاهرين منع وصول جميع النواب الى مبنى البرلمان في حال قرروا التظاهر في ساحة الاحتفالات المقابلة لمبنى مجلس النواب، لان النواب يستخدمون المدخل الرئيس الواقع ضمن المنطقة المشمولة باجراءات الافتتاح”.

ويضيف المصدر أن “الاوضاع السياسية في البلاد لا تورث يقيناً بعدم تجدد التظاهرات، ولم تمض سنوات طويلة على مشهد اقتحام المحتجين لمبنى البرلمان ودخولهم إلى مشارف المباني السيادية، بعد اجتياح بناية مجلس النواب”.

“شبح الإرهاب”

ورغم حالة الاسترخاء الامني – النسبية – التي تعيشها العاصمة بغداد وعموم المحافظات، إلا أن هاجس وقوع هجمات مفاجئة، مازال يشكل احد أسوأ السيناريوهات المحذورة التي يُمكن أن تجبر رئاسة الوزراء على إعادة حساباتها. ونبه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في لقاء متلفز، إلى أن “جيوباً للإرهاب ما زالت موجودة في بعض المناطق”، محذراً “من التفريط بالنصر”.

ويرصد مختصون أمنيون، نشاطاً متزايداً لتنظيم داعش، في المناطق الشرقية بالقرب من ديالى، وكركوك، فضلاً عن الانبار، وصلاح الدين ونينوى، التي شهدت خلال الأشهر الثلاثة الماضية عمليات تفجير أو اشتباكات مسلحة مع عناصر داعش، كما طالت بعض التفجيرات شوارع تجارية كما في تفجير شارع الاطباء الاخير في تكريت (18 تشرين الثاني 2018).

السفارة الاميركية

تنقل مصادر مقربة من السفارة الأميركية، قلقاً لدى البعثة الدبلوماسية، من الإجراء الاخير، وبحسب المصدر، فإن السفارة استوضحت من مكتب القائد العام بشأن مدى امن الاجراءات الاخيرة، وهو ما تلقت تطمينات بشانه.

ويضيف المصدر، أن موقع مبنى السفارة وتوتر الأوضاع السياسية، وفشل رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي في إكمال كابينته الوزارية، ينذر بتظاهرات وشيكة، قد لا يُمكن إبعاد المقرات الدبلوماسية عن تداعياتها، ومنها السفارة الاميركية.

وافتتحت القوات الامنية، أمس الاثنين، المنطقة الخضراء، أمام حركة المرور، وذلك مع الذكرى الأولى للنصر على تنظيم داعش.

وأظهرت الصور احتفالات شعبية أمام أحد مداخل المنطقة، واكتظاظ حركة المرور للمواطنين الراغبين بدخولها.

علق هنا