الى السيدين مقتدى الصدر وهادي العامري: انهوا الجدل ورشحوا الساعدي لوزارة الدفاع واضمنوا امن البلاد والعباد

بغداد- العراق اليوم:

مهما تكن نوايا نواب المحور الوطني السني في ترشيح الفريق عبد الوهاب الساعدي الى منصب وزارة الدفاع، الا انها تعبر في جوهرها عن اجماع عراقي قل نظيره على شخصية وطنية كفوءة تعمل ولا تزال بصمت واضح لكن عملها شاخص على الارض، شاء من شاء وابى من ابى.

الساعدي الذي تولى في هذه الساعة منصب قيادة قوات جهاز مكافحة الارهاب خلفاً لعبد الغني الاسدي، مفخرة عراقية، واسطورة صنعتها الارادة الوطنية، وجنرال عراقي من جيل العظماء الذين مروا في مسيرة جيشنا الوطني، لا سيما المرحوم الشهيد عبد الكريم قاسم مفجر ثورة تموز المجيدة، وباني مجد العراق الحديث.

وفيما تشير التسريبات والمصادر السياسية المختلفة الى ان ثمة نزاع شديد بين القوى السياسية كافة، بشأن حسم الحقائب الأمنية، فأن الترشيحات المتواصلة والمتنوعة تأتي لتؤكد ان الرجل من بين اهم المرشحين المستقلين الذين يحظون بدعم وتأييد واجماع عراقي لا يحظى به سياسي، ولن يحظى به شخص عسكري، أو غير عسكرية، فمن يا ترى يحول دون تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، وهذه النقلة النوعية التي يمكن ان يضيفها تعيين هذا الرجل في موقع يستحقه وحده؟

 اليس جديراً بالتساؤل والتقصي هذا الذي نطرحه، وهل امر اختيار وزير دفاع عراقي يخص فئة او طائفة او قومية دون سواها، ثم الا تضمن الديمقراطية المباشرة لكل مواطن الحق في ابداء رأيه واسماع صوته بكل ما يتعلق بمستقبله، فلم لا يستجيب اصحاب القرار لهذه النداءات الشعبية التي تجازوت الملايين والتي نادت نهاراً جهاراً في ان الساعدي انسب جنرالات العراق لهذه المسرولية؛ فلم هذه المراوغة واللعب بالاوراق بين مختلف القوى؟

في الحقيقة ان الاجابة يختزلها موقف احد الضباط الكبار الذي دس انفه في منافسة للظفر بهذا الموقع، حيث يؤكد ان الساعدي لا يصلح لهذا المنصب الكبير، لانه ينام مع جنوده على تراب المعارك !!

هذا الرأي الذي يعده البعض عيباً، يفتخر به الساعدي، بل انه يحمله وساماً من ارفع الاوسمة والانواط العسكرية، فهذا الضابط الوطني والغيور يعرف ان النصر لن يحققه الجندي لوحده، بل تصنعه الارادة المشتركة، وهذه العلاقة التي تتجاوز الاطر الجامدة الى اطار العقيدة القوية القائمة على الاخوة ووحدة الهدف والمصير.

اذن هي رسالة واضحة للسيدين الصدر والعامري بضرورة حسم ملف هذه الوزارة وتسليمها للساعدي كي يتمكن من وضعها على السكة الصح وانهاء حالة التفكك والمشاكل الموروثة، وأما أهلنا من الأخوة السنة، فنحن واثقون ان فقراءهم، ومحروميهم يتمنون هذا المنصب للساعدي، فقد رأوا بأم اعينهم كيف كان ينام هذا القائد على تراب المعركة رافضاً التمتع بالاجازة والمبيت في بيته قبل ان يعيد المدن والبيوت العراقية المحتلة الى اصحابها، وقد فعل.

علق هنا