ما الذي يطبخ بين ترامب بوتين وإردوغان؟؟

بغداد- متابعة لعراق اليوم:

وضعت الأزمة السورية العلاقات الأميركية ­ التركية تحت ضغط هائل٬ وهو توتر ناتج عن الأولويات المختلفة لدى الدولتين. ففي حين تسعى أنقرة الى إسقاط نظام الرئيس السوري "بشار الأسد" بإعتباره خطراً محدقاً عند حدودها٬ كما حددت واشنطن أهدافها بمحاربة تنظيم داعش ودعم المعارضة معنوياً أكثر منه عسكرياً لكن التوتر بين الدولتين ليس جديد٬ فهو كان بدأ عام 2003 عندما رفضت السلطات التركية السماح للقوات الأميركية بالعبور إلى العراق عبر الأراضي التركية.

وقتها قررت أنقرة إتخاذ الوحدة الإستراتيجية خياراً "انتقائياً" مبتعدةً عن التزام تركيا التقليدي تجاه مجموعة "حلف شمال

الأطلسي".

لكن يبدو أن الرئيس الأميركي المنتخب "دونالد ترامب" نجح في تبديد هذا الفتور٬ لعلمه بأهمية دور تركيا في المنطقة لاسيما في العراق وإيران وسوريا فضلاً عما يُمكن أن تُقدمه لتحقيق مصالح واشنطن في الشرق الأوسط.

وإنطلاقا من هذا الدور كان مستشار ترامب لشؤون الإستخبارات والأمن الجنرال المتقاعد "مايكل فلاين" أعلن جهاراً عن توجه جدي لتغيير السياسة الخارجية الأميركية بشكل يضع تركيا ضمن قائمة أولويات أميركا.

ويدرك الرئيس الأميركي الجديد جيداً أن لتركيا أهمية كبيرة جغرافياً٬ فهي تحاذي العراق وسوريا على حد سواء٬ حيث المعارك على أشدها٬ كذلك فإن واشنطن تنشر اليوم منظومة عسكرية كبيرة لها في قاعدة انجرليك الجوية في تركيا٬ ومن ضمنها منصة صواريخ الباتريوت.

لكن في الوقت عينه٬ تتخوف الإدارة الأميركية من أن تؤثر شعبوية تركيا الداخلية ورغبتها بالعودة إلى العظمة العثمانية في سياستها الخارجية٬ غير أن تعامل حزب العدالة والتنمية مع فوز المرشح الجمهوري بإعتباره الخيار الأميركي الأفضل لتركيا٬ طمأن الإدارة الجديدة في أميركا.

وما عزز هذا الإرتياح دعوة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ترامب لزيارة تركيا وإعادة ترتيب العلاقات بين البلدين.

لذا وبناء على التطورات الأخيرة في سوريا سيكون أمام ترامب خياران: إما العمل مع تركيا والتصدي لإيران وروسيا٬ أو العمل مع روسيا لفرض شروط على تركيا.

 وفي حال التقارب مع روسيا سنكون أمام واقع يتمثل بدخول الأسد مناطق مثل الحسكة والرقة وسيكون هناك تدفق جديد للاجئين وقد يفتح الرئيس التركي الحدود أمامهم  نحو أوروبا٬ أو قبول سيطرة الأكراد في منطقة روجافا٬ وهم يشكلون تهديداً لتركيا.

فهل سيتعامل ترامب بليونة مع روسيا٬ وببراغماتية مع تركيا وبشدة مع إيران؟ وهل سيُترجمّ تبادل الودّ والمجاملات بين موسكو وواشنطن بحل للأزمة السورية التي تقترب من دخول عامها السادس.

علق هنا