في رحيل فارس الشعر الوطني

بغداد- العراق اليوم:

بقلم الفريق الركن احمد الساعدي

رحل عريان السيد خلف بعد ان كان السيد والشاعر والمناضل والوطني والصوت العراقي العبقري والمفردة النارية لستة عقود خلت وحين يترجل شاعر كبير مثل عريان وبمكانته الشعرية فان حقبة مهمة مـن التجارب الشعرية والاجتماعية والسياسية الوطنية ستترجل .

ايها الشاعر الحر الكبير

كنت سفير الكلمة الصادقة والموقف الوطني الجسور والناطق الثوري الذي جسد كلمات الثوار والاحرار في العراق واحلام الملايين في الحرية مـن الاستبداد السياسي السابق.

كنت خير ناقل شعري بقيم التراث الوطني الاصيل لاحزان العراق.. احزان النخيل وقلوب الملايين الطامحة لورد الحرية ودموع المعذبين.

ايها الصديق المخلص

اليوم ارتفع الشعر الى السماء برحيل قامته العالية واذا كان الموت غيب جسدك الجنوبي الممتلأ نايا وموسيقى واهوارا وعذابات وترابا مثقلا بالهموم والجراحات والدم المطلول فان شعرك وصورتك الاكثر اندكاكا بالجذور مــن الجذور ستبقى حية في ضمير الشعر الشعبي وشعرائه مثلما ستبقى مدوية في ضمير الاجيال الشعرية التي ستكتب عنك وتكتب بعدك.

اتذكر شعرك العبقري وانت تلقي بعضا مــن قصائدك في نادي الميثاق بمدينة الثورة وكان البعثيون يزلقونك بابصارهم وانت تنشد للحرية والخلاص وتحرير الانسان من قيد سلطة جائرة ونظام تعسفي وقيادة مستبدة ولازال بيتك الشعري يرن في ذاكرتي"شوف ذبان المزابل فوك غيم الله يتبختر"!.

اليوم كثر ذباب المزابل ياعريان وصار يتبختر على جراحات المظلومين وفساده يزكم الانوف!.

ايها الراحل الكبير

كان حلمك الذي كتبت عنه شعرا عبقريا وطنا يحتضن العراقيين ويرتقي القمم بالقيم الوطنية الجامعة لكن هذا الوطن سيبقى حلما يراود مخيلة الباحثين عن وطن عريان سيد خلف!.

سنبقى نعيش على اهازيج الحرية والتوق الى العدالة الاجتماعية وستبقى كلماتك حية في ضمير انسانية الانسان في العراق.

ستبقى تجربتك الشعرية فاعلة نابضة بالحب والحياة وتخترق حجب التضليل وتكشف عن معادن الرجال الذين عملوا وكتبوا وعانوا مـــن اجل اوطانهم وعاشوا وماتوا وهم كبار.

ستبقى الثورة مستمرة والمقاومة ضد الباطل والفساد مستمرة حتى ياذن الله بطلوع الفجر على اهلنا الذين غادرتهم وهم يحتاجون كلماتك وصورتك الشعرية وتعبيرهم الوجداني الذي يجسد وثباتهم وانتفاضاتهم الوطنية على امتداد التاريخ.

عريان سيد خلف..ايها المؤرخ الشعري والذاكرة السياسية التي نهضت لتدوين تاريخ العراق الاجتماعي والسياسي والنضالي لن تموت وانت ترقد بقوة في ذاكرة الاجيال الشعرية والسياسية.

اباخلدون انت حي بيننا وستبقى حيا برسالتك الشعرية وصمودك الاسطوري على ساتر الكلمة  ..وهل الله الا كلمة وهل الحسين الا كلمة؟!.

رحمك الله ياسيد الشعر والشعراء

علق هنا